رصد موقع أورينت فيديو يشكّل دليلاً دامغاً على أن نظام أسد متورّط بارتكاب مذبحة الكلية الحربية في حمص ضد ضباطه وذويهم الذين جاؤوا للاحتفال بتخرجهم، إن لم يكن هو قد ارتكبها بنفسه.
والفيديو عبارة عن خبر قرأته مذيعة الإخبارية السورية التابعة لنظام أسد في مستهلّ نشرة الأخبار على الهواء مباشرة عند الساعة 12 ظهراً تقريباً، أي قبل حدوث مذبحة الكلية الحربية بساعتين ونصف الساعة.
وقالت المذيعة نقلاً عن نائب رئيس مركز المصالحة الروسية في سوريا الأدميرال فاديم كوليت بأن "جماعات إرهابية تستعدّ لشن هجمات على مواقع عسكرية سورية وروسية، وأن هذه الجماعات نشطة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية، (...) عبر طائرات مسيرة محلية الصنع".
وتابعت أن المعلومات لدى الروس تفيد بأن الحزب التركستاني وجماعة أنصار التوحيد هما من سيقوم بشن تلك الهجمات.
وأضافت نقلاً عن الأدميرال المذكور أن "روسيا وقيادة مجموعاتها في سورية ستتخذ كافة الإجراءات الاستباقية اللازمة من أجل منع الإرهابيين من الاستفزازات المسلحة".
ويؤكد هذا الخبر واحداً من ثلاثة أمور، وهي إما أن ميليشيا أسد هي من نفّذت مذبحة الكلية لأنه بحسب حديث الجنرال الروسي فقد أخذوا احتياطاتهم لصدّ الهجوم المتوقع من إدلب حسب زعمهم، أو أن ميليشيات إيران هي من نفّذت ولا بد أن الأسد يعلم بذلك، وإلا كيف تحرك وزير الدفاع وكبار الضباط من المنصة قبل 21 دقيقة من وقوع الانفجار كما ذكرت وكالة الإعلام الروسية سبوتنيك؟.
والاحتمال الثالث، وهو الأبعد هو أن الأسد رغم تحذير الروس لم يُلقِ للمسألة بالاً واستهتر بحياة الآلاف من ضباطه الخريجين وذويهم الحاضرين في حفل التخرج.
ووقعت مذبحة الكلية الحربية – بحسب وسائل إعلام أسد- الساعة 2.30 تقريباً من يوم 05 /10 /2023، وماهي إلا نصف ساعة فقط حتى خرج بيان من وزارة الدفاع يتّهم فيه "التنظيمات الإرهابية" بتنفيذ الهجوم، رغم أن تنظيم داعش الإرهابي وأي تنظيم آخر لم يتبنّ حتى الساعة العملية.
وفي أحدث إحصائيات المذبحة أعلنت وزارة الصحة التابعة لميليشيا أسد ارتفاع عدد قتلى الهجوم على الكلية الحربية إلى 89 قتيلاً بينهم 31 امرأة و5 أطفال، فيما بلغ عدد الإصابات 277، في حين تم إعلان الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام.
وفور حدوث المذبحة وحتى قبل إحصاء القتلى وقبل انتهاء عملية إسعاف الجرحى، قصفت ميليشيا أسد مئات الصواريخ والقذائف على مدن وبلدات ريف إدلب، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين والأطفال.
التعليقات (4)