أقرّ بشار الأسد بسوء الأوضاع في مناطق سيطرته زاعماً أن مشكلة السوريين معيشية، قبل أن يحوّل معظم دقائق مقابلته إلى مناسبة للتطبيل للصين ودورها ومبادراتها وعملتها.
وخلال مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي نُشرت أمس، زعم بشار الأسد أن سوريا معرّضة لحصار اقتصادي سيئ وخطير من الغرب يهدف لتجويع الشعب السوري، وذلك رغم أن العقوبات الغربية تستهدف ميليشيا أسد وضباطه وآلته الحربية التي قتلت السوريين وحاصرتهم وجوّعتهم.
وفي مقاربة غبية، برّر بشار الأسد تدمير ميليشياته للمدن والبلدات السورية بالقول إن "سوريا كموقع جغرافي عبر التاريخ هي ممر للغزوات، وكلما أتى محتل كان يدمّر المدن لكنها كان دائماً يُعاد بناؤها".
وفي نظرية متناقضة، ادّعى بشار الأسد أن المنطقة تواجه بهذه الحرب نوعين من الخطر أولهما "الليبرالية الحديثة الغربية" التي نشأت في أمريكا، أما الثاني فهو "خطر التطرّف" قبل أن يخلص إلى أن "الخطرين ليسا شيئين مختلفين بل هما في الحقيقة أمر واحد".
ورغم استعانته، بالمرتزقة الروس والإيرانيين والأفغان والباكستانيين والعراقيين وغيرهم من أجل الحفاظ على كرسيه، قال بشار الأسد "تدخل القوى الخارجية يُعتبر عائقاً كبيراً ولو أبعدنا هذا التدخل الخارجي، فالمشكلة السورية التي تبدو معقدة يمكن أن تُحل في أشهر قليلة وليس في سنوات".
أمريكا تشارك من وصفهم بـ"الإرهابيين"
واتهم بشار الأسد أمريكا بسلب النفط والقمح بالمناطق الشمالية الشرقية لسوريا وتقاسم عائداته مع من وصفهم بـ"الإرهابيين" في إشارة لميليشيا قسد.
واعتبر أن المشكلة الآن بالنسبة للسوريين هي "مشكلة معاشية"، واصفاً الوضع الحالي بالسيئ ومقرّاً أن المعاناة تزداد ولا تتحسن خلافاً لما تحاول حكومته الترويج له.
وبسذاجة، أقرّ بعدم توفر حتى الحد الأدنى من الكهرباء بمناطق سيطرته قبل أن يقول إن لسوريا مستقبلاً كبيراً جداً إذا تمت إعادة الإعمار، دون أن يحمّل نفسه عناء التفكير بالجهة التي ستدفع مئات مليارات الدولارات لإعادة تأهيل ما هدّمته ميليشياته.
فيما أمضى بشار الأسد معظم المتبقي من مقابلته لمدح الصين وسياستها واقتصادها وتاريخها ومبادراتها في تملّق واضح للدولة الآسيوية لقاء الدعم السياسي الذي تقدّمه له في مجلس الأمن.
وكان بشار الأسد توجّه قبل أيام لزيارة الصين والمشاركة بحفل افتتاح الألعاب الآسيوية، في الوقت الذي لا يجد فيه السوريون بمناطق سيطرته ما يسدّ رمقهم في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة ورفع حكومته أسعار السلع الأساسية بشكل متواصل.
التعليقات (9)