تنتهي اليوم المهلة التي منحتها ولاية إسطنبول للاجئين السوريين المقيمين في المدينة والحاملين لبطاقة الإقامة المؤقتة في ولايات أخرى للمغادرة والعودة الى مناطق تسجيلهم، حيث أكدت السلطات التركية أنها ستقوم بإرسال المخالفين إلى مراكز الإيواء المؤقتة (للترحيل غالباً).
وبحسب بيان سابق لولاية إسطنبول فإنه سيتم أيضاً تطبيق العقوبات المنصوص عليها من خلال فرض التزامات إدارية بموجب قانون الأجانب والحماية الدولية رقم 6458 ولائحة الحماية المؤقتة من أجل البقاء في الولايات التي تم تسجيلهم فيها.
وذكر موقع "voaturkce" أنه وفقاً للأرقام الرسمية، يعيش في تركيا نحو 3 ملايين و300 ألف لاجئ سوري، بينهم 535 ألفاً في إسطنبول وحدها ويتركزون بعدة أحياء على رأسها "إسنيورت" المنطقة الأكثر شعبية لدى السوريين.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن مناطق (الفاتح وكوجوك جكمجة وإسنلر وباغجلار وبهشة شهير) تضم عدداً كبيراً من السوريين، إلا أن إسنيورت - وهي أكبر حي ليس فقط في إسطنبول ولكن في عموم تركيا حيث يبلغ عدد سكانه نحو مليون نسمة- هو أيضاً المنطقة الأكثر شعبية لهم للعيش والعمل حيث يقدر عددهم ب 150 ألف شخص.
لا أعرف ماذا سأفعل؟
ونقل الموقع التركي عن أحد اللاجئين ويدعى "محمد حاج علي" قوله: إن السوريين اضطروا إلى إغلاق منازلهم وأعمالهم ومغادرة الحي، مضيفاً أنه في العادة، تكون جميع الشوارع والمطاعم مزدحمة في هذا الوقت (الظهيرة) لكن المحلات التجارية فارغة الآن وقد غادر معظم الناس وعاد المسجّلون في هاتاي والمحافظات الأخرى إلى تلك المناطق.
وبيّن أنه بالنسبة لأولئك الذين لديهم المال فقد ذهبوا إلى الخارج (في إشارة إلى تسارع الهروب لأوروبا) لأنه عندما تقبض عليهم الشرطة، سيتم ترحيلهم ومعاقبتهم وسيتركون منازلهم وشركاتهم وسيبدؤون حياة جديدة مرة أخرى من الصفر.
لاجئ سوري آخر أكد للموقع التركي أنه بات في حيرة من أمره بشأن ما يجب القيام به، حيث إن إقامته مقيّدة في ولاية غازي عنتاب، لكنه يسكن في إسطنبول منذ 4 سنوات ولديه 4 أطفال، والآن لم يعد يعرف ماذا سيفعل وإلى أين سيذهب وأين يمكنه العمل وكسب المال وإعالة أسرته.
غوراباتير: سيعاني اللاجئون مجدداً
من جهته يرى "متين غوراباتير" المتحدث الرسمي السابق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن هذه الممارسات لن تسفر عن نتائج، ولا سيما أنه يتم فيها اللعب باللاجئين مثل كرة (البينغ بونغ) ودفعهم وسحبهم وفقاً للأجواء السياسية.
ويضيف "غوراباتير" أنه في إسطنبول يعمل اللاجئون بشكل خاص في المناطق الصناعية حيث توجد الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويعيشون في مساكن رخيصة مبنية حول تلك المناطق، لافتاً إلى أن إعادتهم الآن تعني فقدان وظائفهم ولن يكون لديهم وظيفة في المدينة التي سيعودون إليها.
وأردف أن طالبي اللجوء سيبدؤون في البحث عن وظيفة جديدة ومنزل جديد مرة أخرى، وسيعانون من انتشار العديد من الحملات المناهضة التي تستغل فترة الانتخابات، لهذا السبب فإن المدن التي سيعودون إليها لا تريد استعادتهم والملّاك لا يريدون إعطاء منازلهم، لذا فإن الناس سوف يعانون وبعد فترة سيعودون إلى إسطنبول ويعملون دون تسجيل سواء في وظائفهم القديمة أو في وظيفة أخرى.
وعبّر المسؤول الأممي السابق عن خشيته من استمرار مثل هذه الممارسات المزعجة حتى الانتخابات المحلية المقبلة، داعياً للتخلي عن هذا النهج والالتزام بالشروط التعاقدية غير المقيدة جغرافياً، مؤكداً أن اللاجئين بحاجة إلى المساعدة وإتاحة الفرصة لهم للوقوف على أقدامهم والمساهمة في الاقتصاد التركي.
التعليقات (2)