رفع ناجون من غرق قارب مهاجرين قبالة اليونان في 14 حزيران/ يوينو، ولقي فيها المئات حتفهم، دعوى قضائية ضد السلطات اليونانية بتهمة انتهاك واجبها في حماية حياة الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة.
وغرق قارب كان يقل ما بين 400 إلى 750 شخصاً من سوريا ومصر وباكستان في المياه الدولية قبالة اليونان في طريقها من ليبيا إلى إيطاليا. ونجا نحو 104 رجال وانتشلت السلطات 82 جثة فقط.
40 مهاجراً يقاضون السلطات اللبنانية
وقال بيان صادر عن منظمة "هيلينيك ليغ لحقوق الإنسان"، إن 40 ناجياً رفعوا دعوى قضائية أمس الخميس يشكون من أن "السلطات اليونانية فشلت في التدخل الفوري وتنظيم عملية مناسبة في الوقت المناسب لإنقاذ من كانوا على متن القارب"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وأشار البيان إلى الناجين قالوا إنّ القارب "غير صالح للإبحار بشكل واضح" وطالبوا أيضاً بإجراء "تحقيق فوري وشامل وموثوق" في أسباب كارثة القوارب الأكثر دموية في البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة.
تحقيق قضائي مستمر
وتقدم المحامون الذين يمثلون عائلات المفقودين بطلب إلى السلطات القضائية التي تحقق في القضية لاستعادة القارب.
ووفقاً لمقابلات وأدلة اطلعت عليها الوكالة، روى الناجون ظروفاً مروعة على سطح القارب، مع عدم وجود طعام أو ماء، ومحاولة كارثية من قبل خفر السواحل اليوناني لقطر القارب.
وقال خفر السواحل اليوناني والحكومة إنهم كانوا يراقبون القارب لساعات ولم تتم أي محاولة لقطره الذي انقلب عندما كان خفر السواحل على بعد حوالي 70 متراً.
وبحسب الوكالة، يجري حالياً تحقيق قضائي في أسباب كارثة قارب اليونان وقد يستغرق استكماله أكثر من عام.
تشكيك برواية خفر السواحل
وكانت شبكة CNN قد أعدت تحقيقاً بوقت سابق نقلت فيه شهادت ناجين من كارثة القارب وأقاربهم تشكك في رواية خفر السواحل اليوناني للأحداث، ما يشير إلى أنه كان من الممكن إنقاذ المزيد من الأرواح.
ووصف "رامي" وهو أحد الناجين السوريين كيف اقتربت سفينة حرس السواحل اليونانية من القارب عدة مرات في محاولة لربط حبل لسحبه، موضحاً للشبكة أنه "في المرة الثالثة التي سحبونا فيها، تمايل القارب إلى اليمين وكان الجميع يصرخون، وبدأ الناس يسقطون في البحر، وانقلب القارب ولم يعد أحد يرى أحداً.. تفرق الإخوة وأبناء العمومة".
فيما قال "مصطفى"، وهو أيضاً من الناجين السوريين، إن مناورة خفر السواحل هي التي تسببت في الكارثة. وأضاف: "سحبنا القبطان اليوناني بسرعة كبيرة، لقد كان سريعاً للغاية، ما تسبب في غرق قاربنا".
ووفق التحقيق، تشير بيانات حركة المرور البحرية أن السلطات اليونانية كانت على علم بالقارب المنكوب لمدة 13 ساعة على الأقل قبل أن يغرق في نهاية المطاف.
وادّعى خفر السواحل اليوناني أن المهاجرين على متن القارب رفضوا الإنقاذ وأصروا على رغبتهم في مواصلة رحلتهم إلى إيطاليا. لكن ناجين وأقارب ونشطاء قالوا إنهم طلبوا المساعدة عدة مرات.
وصرح المبعوث الخاص لمفوضية اللاجئين لمنطقة وسط البحر الأبيض المتوسط فينسينت كوشيتيل للشبكة حينها: "كان القارب مكتظًا، ولم يكن صالحاً للإبحار، وكان يجب إنقاذه.. كانت هناك مسؤولية للسلطات اليونانية لتنسيق عمليات الإنقاذ لإحضار هؤلاء الأشخاص بأمان إلى برّ الأمان".
التعليقات (0)