تناول موقع "بي بي سي" بنسخته الإنكليزية قصة معتقل سوري عاد من الموت بعد أن ألقي في غرفة الملح بسجن صيدنايا قبل أن يطلق سراحه بعد دفع والده مبلغاً طائلاً.
وفي معرض تقرير تطرق لحال المفقودين والمعتقلين بسجون أسد وذويهم، روى الموقع قصة الشاب محمد عبد السلام الذي اعتُقل في سجن صيدنايا لمدة خمس سنوات.
وقال الموقع إن محمد كان أحد المشاركين بالمظاهرات التي شهدتها البلاد قبل أن يتم اعتقاله عند نقطة تفتيش في مدينة إدلب أوائل العام 2012 وفي ذلك الحين أبلغه الضابط أنه سيتم استجوابه لمدة خمس دقائق فقط.
لكنه اعتقل ونقل إلى سجن صيدنايا سيئ السمعة، على بعد 30 كيلومتراً شمال دمشق، حيث تعرض للتعذيب وفي وقت ما، اعتقد السجانون أنه توفي متأثراً بجراحه، فأخذوه إلى "غرفة الملح"، حيث كان يتم تجميع الجثث لمنعها من التعفن.
وعندما اكتشف رجال الأمن في سجن صيدنايا أنه لا يزال على قيد الحياة، أخرجوه من غرفة الملح وأعادوه إلى زنزانته.
ورغم حصول عائلة محمد على شهادة وفاة في عام 2014، تفيد أنه توفي بسبب نوبة قلبية، إلا أن والده رفض تصديق ذلك، وواصل البحث والتعلق بالأمل.
ومن خلال وسطاء مختلفين، تمكن الأب من الوصول إلى متنفذين بعائلة على صلة ببشار الأسد وعقد معهم صفقة.
ووفقاً للناجي، اضطر والده إلى بيع أرض العائلة لدفع أكثر من 40 ألف دولار من أجل تأمين إطلاق سراحه.
بالنسبة لمحمد استمرت رحلة الخمس دقائق خمس سنوات، حيث أطلق سراحه عام 2017 لكن من المؤسف أن والده كان قد فارق الحياة جراء غارة جوية قبل أن يتمكن من رؤية ابنه حراً.
غير أن قصة محمد تبقى حالة نادرة إذ أورد تقرير الهيئة البريطانية العديد من الحالات لعوائل دفعت مبالغ طائلة من أجل إطلاق سراح أبنائها المعتقلين في سجون أسد لكن دون جدوى.
وبحسب دراسة تفصيلية لجمعية معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا جمع ضباط أسد ما يقارب 900 مليون دولار، من خلال ابتزاز عوائل المعتقلين في الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2020.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت مؤخراً قراراً بإنشاء مؤسسة مستقلة معنية بالمفقودين في سوريا لكنها لم تنشر حتى الآن أي تقارير توضح مصيرهم.
التعليقات (3)