صحيفة تركية تخاطب العنصريين وأصحاب المهن والأعمال: إذا رحل السوريون فلا بديل

صحيفة تركية تخاطب العنصريين وأصحاب المهن والأعمال: إذا رحل السوريون فلا بديل

اعتبر كاتب صحفي أن اللاجئين السوريين باتوا يملؤون فجوة التوظيف في تركيا ويقومون بالأعمال التي يبتعد عنها المواطنون الشباب، فيما تسعى أحزاب المعارضة لطردهم وإعادتهم لبلادهم دون النظر إلى السبب الحقيقي الذي جعلهم يفرّون، وبدلاً من إيجاد حل مناسب لأوضاعهم يقومون بافتعال المشاكل والتحريض عليهم والنظر إلى مسألة وجودهم بشكل سطحي.

وفي مقال له بصحيفة "يني عقد" بيّن الكاتب التركي (سنان برهان) أنه يجب على أولئك الذين يكرهون الأجانب واللاجئين أن يعلموا جيداً تلك الحقائق، فمن يذهب إلى منطقة سيتيلار الصناعية في أنقرة سيلاحظ أن معظم العاملين هم من السوريين الذين إذا تركوا العمل فلن يجد أصحاب المهن عمالاً بدلاً عنهم.

وأشار الكاتب إلى أن الشباب الأتراك لم يعودوا يحبون العمل واعتادوا على الراحة ويريدون فقط وظائف مكتبية، بعكس السوريين الذين يعملون في كل القطاعات ومن يذهب مثلاً إلى قونيا سيعلم تماماً أن معظم العاملين في القطاع الزراعي هم من السوريين أيضاً، فلماذا لا يرى أولئك (في إشارة للعنصريين) هذه الحقائق؟. 

 

وأضاف "برهان" أن من يُحبّون الغرب ألا يعلمون أنه حتى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وخاصة ألمانيا تقبل المهاجرين وتقوم بتوظيفهم، داعياً في الوقت نفسه إلى إيلاء اهتمام خاص باللاجئين المؤهّلين وذوي الشهادات والخبرات، ومن يخلق قيمة مضافة لهذا البلد.

وتابع، أن المعارضة تتعمد تجاهل من أوصل سوريا إلى هذه الحالة وتركه جانباً، في حين تقوم فقط بالتحريض على السوريين الفقراء الذين فروا بأرواحهم، الأمر الذي تجلى واضحاً في حادثة إنزال 3 نساء وأطفالهن من إحدى الحافلات بمدينة إزمير قبل يومين. 

 

وأشار الكاتب إلى أن المعادين للاجئين لا يسألون أنفسهم ولو للحظة: لماذا يأتي هؤلاء السوريون والعراقيون والأفغان إلى تركيا ليل نهار؟ ولماذا يفرون من بلادهم؟ موضحاً أنهم هربوا من منطقة باتت أشبه بحمام دم بعد تآمر العديد من الدول القوية في العالم عليها.  

ولفت إلى أنه لا يمكن الوصول إلى أي حل دون طرح هذه الأسئلة، وهي من جعل السوريين على تلك الحالة؟ فالأسد الطاغية من جهة، ومن يريد تقسيم البلاد وإغراقها بالحروب من جهة أخرى، ولا بدّ من الاعتراف أنه ذات صباح استيقظ الأطفال ولم يعد لديهم مدرسة يذهبون إليها، فيما خسر أهاليهم أعمالهم ودمرت البلاد وبات الناس فيها لا يأمنون على أرواحهم وممتلكاتهم.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات