أفاد مصدر قضائي فرنسي أن إجراءات محاكمة ثلاثة مسؤولين سوريين بينهم "علي مملوك" مدير مخابرات أسد السابق و"جميل حسن" رئيس إدارة المخابرات الجوية، ستبدأ شهر أيار العام القادم 2024، وذلك على خلفية مقتل سوري وابنه يحملان الجنسية الفرنسية.
وبحسب "وكالة الصحافة الفرنسية" فإن مسؤولي أسد سيُحاكمون أمام محكمة الجنايات في باريس بتهمة التورط في قضية مقتل (مازن دباغ) ونجله (باتريك) اللذين اعتقلا عام 2013، وتهم ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب في سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه المحاكمة ستكون أول محاكمة في فرنسا تُقام بخصوص جرائم ضدّ الإنسانية ارتُكبت في سوريا، مضيفة أنه من المرجح أن يُحاكم فيها غيابياً كل من "علي مملوك وجميل حسن" ومدير فرع باب توما في المخابرات الجوية "عبد السلام محمود" والذين صدرت بحقهم في وقت سابق مذكرات توقيف دولية.
وكان أحد أقرباء الضحايا والذي اعتُقل معهم وأفرج عنه لاحقاً، أكد أن باتريك ووالده (مازن) نُقلا إلى سجن المزة - ذي السمعة السيئة والمعروف باحتضانه لعمليات تعذيب بحسب تقارير حقوقية- مشيراً إلى أن الاثنين اختفيا نهائياً بعد ذلك ولم تظهر أي علامة على بقائهما على قيد الحياة، إلى حين أعلن النظام وفاتهما في آب 2018.
وذُكر في شهادتي الوفاة، أن الابن (باتريك) والذي كان طالباً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، قضى في 21 كانون الثاني عام 2014، في حين أن والده (مازن) والذي كان مستشاراً تربوياً رئيسياً في المدرسة الفرنسية في دمشق، فقد توفي في 25 تشرين الثاني عام 2017.
وبيّنت (أ ف ب) أن توجيه الاتهام للمتهمين الثلاثة أصدره قاضي التحقيق الفرنسي في نهاية آذار الماضي، موضحاً أنه على ما يبدو فإن باتريك ووالده قد تعرّضا مثل آلاف المعتقلين الآخرين لدى المخابرات الجوية للتعذيب الشديد الذي أسفر عن وفاتهما، بينما أكدت مصادر محلية أن ميليشيا أسد صادرت منزل مازن دباغ وطردت زوجته وابنته في تموز عام 2016.
"تعذيب حتى الموت"
من جهتهم، أفاد شهود لمنظمات حقوقية دولية، أن ميليشيا أسد تعمد إلى شتى أنواع التعذيب خلال التحقيق، والتي منها ضرب باطن القدمين بقضبان حديد والصدمات الكهربائية واقتلاع الأظافر، في حين أطلع معتقلون سابقون في سجن المزة المحققين الفرنسيين واللجنة الدولية للعدالة والمساءلة، على تفاصيل عمليات التعذيب في هذا السجن.
التعليقات (3)