بعد تقرير لأورينت، أقرّت وسائل إعلام فرنسية أن أحد أبرز شبيحة ميليشيا أسد زار فرنسا مؤخراً لحضور مؤتمر خاص بأولمبياد باريس.
وقالت "فرانس 24" في تقرير إنه تم استقبال عمر العاروب، الرجل الثاني الحالي في ميليشيا موالية في باريس نهاية أغسطس 2023 كرئيس للجنة الوطنية البارالمبية السورية.
وأضافت أنه تم التحقق من صحة الصور التي تُظهره وهو يحمل السلاح بالزي العسكري، وفي بعض الأحيان يستعرض شعار كتائب البعث، كما أكد صديق مقرب سابق له دوره في قمع المظاهرات المناهضة للنظام في حلب عام 2011.
وفي 31 آب، نشر عمر العاروب الذي يتولى منصب رئيس اللجنة البارالمبية السورية ونائب قائد ميليشيا كتائب البعث صورة على فيسبوك تظهره أمام برج إيفل، وفي تلك الفترة عُقدت في باريس ندوة لرؤساء بعثات اللجان البارالمبية الوطنية بين 24 و29 آب.
ورداً على سؤال لقناة TF1، أكدت لجنة "أولمبياد باريس 2024 " حضور عمر العاروب في هذا الاجتماع الباريسي، وأكدت "اكتشاف الاتهامات الموجهة ضده"، كما يؤكد الموقع الأولمبي الرسمي أن لدى نظام الاسد وفداً يمثله خلال الحدث العالمي المقرر في باريس خلال شهري تموز وآب 2024.
فيما أصيب معارضون سوريون ووسائل إعلام سورية بالدهشة لرؤيته يتجول في باريس، ونشروا صوراً له تظهره بالزي العسكري، لكن تلك الصور لا تظهر على حساباته على منصات التواصل.
شبيح مقرب من بشار وماهر الأسد
غير أن فريق تحرير برنامج "مراقبون" في فرانس 24 تمكن من العثور على الصور الأصلية التي نشرها مقاتلون من كتائب البعث أنفسهم عام 2018 على فيسبوك تظهر العاروب بالزي العسكري مستعرضاً شعار الكتائب.
وفي صورة أخرى، تم حذفها من فيسبوك، يظهر العاروب مع مجموعة من ميليشيا كتائب البعث في ريف حماة، في نيسان 2017.
كما يظهر العاروب في صورة التُقطت عام 2019 جنبناً إلى جنب رأس النظام بشار الأسد، ما يشير إلى أنه مقرب منه.
واطلعت قناة فرانس 24 على شهادات جمعها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، من أقارب سابقين لعمر العاروب، ومن بين هذه الشهادات، شهادة أحمد منصور الذي يعرفه منذ عام 2008 في جامعة حلب ويعيش الآن في المهجر.
وقال منصور في شهادته: "في عام 2008، كان عمر العاروب مسؤولاً في الاتحاد الوطني للطلبة. وكنت حينها رئيساً للهيئة الإدارية لكلية طب الأسنان في جامعة حلب، وبعد انعقاد المؤتمر العام للاتحاد الوطني لطلبة دمشق عام 2010، تم انتخاب عمر العاروب عضواً في الهيئة التنفيذية للاتحاد، التي كان يرأسها عمار ساعاتي، ومن هذا الرابط ولدت العلاقات المميزة التي حافظ عليها مع حكومة أسد وأجهزة المخابرات وقادة الحزب"، وبحسب قوله، فهو يعرف ماهر الأسد شخصياً.
وأضاف أنه "في عام 2011، عندما بدأت الثورات في تونس وأماكن أخرى، قام عمر العاروب بتعيين طلاب متطوعين لقمع الاحتجاجات. غالباً ما كانوا يحملون الهراوات، وفي آذار 2011، قام عمر بتوزيع الأسلحة الفردية (المسدسات) على الطلاب والهيئات الإدارية عندما ذهبوا إلى المساجد".
وفي اجتماع لقيادة الجامعة عُقد في الشهر نفسه، طلب عمر العاروب من المشاركين إبلاغه بكل ما يحدث في الحرم الجامعي وقمع أي تجمعات، حتى إنه طلب من المسؤولين عن سكن الطلاب رمي جميع الطلاب المعارضين للنظام من نافذة الطابق الرابع"، وهو ما تم بالفعل حيث تم إلقاء طلاب من النوافذ أثناء قمع المظاهرات عام 2011.
وسبق أن ترأّس العاروب بعثة رياضيّي أسد إلى أولمبياد طوكيو عام 2020، ما أثار موجة استياء في أوساط السوريين لضلوع ميليشياته التي يقودها في ارتكاب جرائم حرب.
وكانت أورينت نت وثقت في 2 من الشهر الجاري زيارة العاروب لفرنسا استناداً إلى الصورة التي أكدتها قناة فرانس 24.
التعليقات (1)