شهدت مدينة إزمير حادثاً عنصرياً جديداً، تمثل بالاعتداء اللفظي والجسدي على عدة نساء سوريات مع أطفالهن أثناء ركوبهم حافلة نقل عام داخل المدينة، تبعها طردهم منها بعد شتمهم والإساءة إليهم أمس ليلاً.
وتداولت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً للحادثة، يظهر فيه قيام ركاب حافلة أتراك بالتعرض لثلاث نساء لاجئات محجبات مع أطفالهن بالاعتداء والضرب في حي غيديز بمدينة إزمير غرب البلاد.
وذكر الناشط الحقوقي "طه الغازي" في منشور له على فيسبوك أنّ اللاجئات السوريات وأطفالهن وُجّهت بحقهم عبارات التحقير والإهانة وتمّ ضربهن وإجبارهن على النزول من الحافلة.
وأضاف أن المعتدين كانوا يتلفظون بعبارات عنصرية مثل (انقلعوا، غادروا بلادنا، عودوا إلى بلادكم)، في الوقت الذي أبدى فيه أحد ركاب الحافلة سعادته من الاعتداء على النساء والأطفال.
ناشطون من جانبهم استغربوا كيف يحدث مثل هذا الأمر في وسيلة نقل عام دون تدخل أي أحد للوقوف بجانب النساء والأطفال ومنع الاعتداء عليهن، ولاسيما سائق الحافلة الذي أنزلهن مع أطفالهن وسط الطريق دون أي رحمة.
يذكر أنه لم يصدر عن السلطات الرسمية أو بلدية إزمير أي تصريح يتعلق بهذه الحادثة حتى الآن، ولم يتم فتح تحقيق أو تقديم شكوى ضد من قاموا بها.
بالشتائم والصفع.. #أتراك يطردون نساء #سوريات مع أطفالهنّ من حافلة نقل عام في #إزمير#أورينت pic.twitter.com/HGv0LmUvJ1
— Orient أورينت (@OrientNews) September 10, 2023
مواقع وصحف تركية تدين الهجوم
الصحف والمواقع التركية من جانبها علّقت على الحادثة العنصرية، واصفة إياها بغير الإنسانية وأنها استهدفت نساء لاجئات، حيث ذكر موقع "dogru haber" أن المشاعر المعادية للاجئين التي تغذيها بعض الأحزاب السياسية في البلاد وصلت إلى أبعاد غير إنسانية.
وبالمثل أشار موقع "haberler" إلى أنه تم إخراج السوريات وأطفالهن من الحافلة بعد شجار غير معروف الأسباب وتركهم على حافة الطريق، لكن ما يثير الدهشة هو ردة فعل بعض من كانوا في الحافلة حيث عبّروا عن ارتياحهم لهذا الفعل الذي أصبح موضوع جدل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي.
أما موقع "super haber" فعنون مقالته بـ (صور مخزية في إزمير) لافتاً إلى أن مواطنين أتراكاً ألقوا بالنساء والأطفال السوريين من الحافلة وأخذوا يسمعونهم كلاماً محرجاً طالبين منهم العودة إلى بلادهم، فيما قام أحد الركاب بتصوير الحادثة بهاتفه المحمول ونشرها على مواقع التواصل.
وبالنسبة لصحيفة "صباح" المقربة من حزب العدالة والتنمية فوصفت الحادثة بأنها هجوم قبيح، وأن من قاموا بها يخرجون الكراهية من أفواههم على النساء والأطفال اللاجئين في إزمير، في حين قالت صحيفة star إن ما جرى هو اعتداء بشع على لاجئات وأطفالهن، وإن الموجودين داخل الحافلة بثوا الكراهية والعنصرية تجاه المهاجرين.
التعليقات (2)