تحقيق يفضح دور تاجر مخدرات مقرب من نظام أسد بتسيير رحلات جوية من دمشق لأوروبا

كشفت تحقيق نشره “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، ومركز “عمران للدراسات”،  أن وكالة "FreeBird" التي أعلنت مؤخراً عن رحلات مباشرة من دمشق إلى المدن الأوروبية وشركة الطيران الشريكة لها "Air Mediterranean  مرتبطتان بـ”ملك المخدرات” المقرب من حكومة ميليشيا أسد، محمود عبد الإله الدج، الذي حكم عليه بالإعدام في ليبيا بتهمة تهريب المخدرات.

وجاء في التحقيق أن (الدج) مرتبط أيضاً بشركة أجنحة الشام المدرجة على لائحة العقوبات الأمريكية، والتي اتهمت بـ (غسل الأموال)  في جميع أنحاء المنطقة، ونقل السلاح والمعدات لنظام أسد.

وأشار التحقيق إلى أن شركة (Air Mediterranean) قد تنتهج نهج أجنحة الشام نفسه بقصد أو بدون قصد، لا سيما وأن هناك شكوكاً حول انخراط الأخيرة في ممارسات الطيران غير الآمنة المتمثلة في إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال أثناء الرحلة.

ولفت التحقيق إلى أن FreeBird مملوكة لمحمود عبد الإله الدج، وتشمل قائمة صفحات عمله على فيسبوك FreeBird، وAirMed، وCham Wings، وما يؤكد ملكية الشركة له هو صورة افتتاح الشركة التي أظهرت مغنياً يحمل شعار مجموعة ALDJ في الخلفية، وقد جاء في المنشور الافتتاحي أن الإطلاق حضره ممثلون عن "سفارات اليونان وجمهورية التشيك وصربيا ورومانيا"، مشيراً إلى أنه تم تقديم FreeBird Travel and Tourism كشركة طيران وليس وكالة سفر.

كما أورد (محمود الدج) على صفحته على الفيسبوك أيضاً أنه وكيل السفر الحصري لشركة أجنحة الشام في ليبيا، حيث أظهرت صورة  طائرة لـ أجنحة الشام/ Cham Wings وطائرة AirMed، ما يشير إلى وجود علاقات مستمرة بين FreeBird و Cham Wings (على الرغم من أنه لا يمكن حجز رحلات Cham Wings على موقع FreeBird الإلكتروني).

الشركة تُدار من داخل دمشق

ويؤكد التحقيق أن أول إعلان عن رحلات مباشرة بين دمشق وأوروبا جاء في الخامس من مارس/آذار الماضي، وفي اليوم التالي للإعلان، أطلقت شركة تسمى FreeBird عن نفسها، ولم يذكر المنشور ما إذا كانت شركة FreeBird هي الوكيل الحصري لشركة (Air Mediterranean) في سوريا وحدها أم الوكيل الحصري لشركة Air Mediterranean بشكل عام، وقد تم الإعلان عن هبوط أول رحلة في دمشق قادمة من أثينا في التاسع من آذار المنصرم.

الدج.. تاجر المخدرات الأشهر

ظهر محمود الدج علناً لأول مرة في أغسطس 2013 على القنوات الرسمية لنظام أسد، بعد اعتقاله بتهمة تحويل أموال إلى الخارج دون ترخيص وتمويل الإرهاب عبر شركة الطير، وقد ظلّ مختفياً عن الرأي العام حتى عام 2018، دون معرفة ما إذا تمت محاكمته أو معاقبته أصلاً.

ورغم اتهامه بتهريب المخدرات بما في ذلك الحشيش والكبتاغون وصلاته بعصابة تتلقى المخدرات المهربة لتوزيعها، لم تفرض الجولة الأخيرة من العقوبات الأمريكية والأوروبية التي تستهدف الأفراد المتورطين في إنتاج وتهريب المخدرات أية عقوبات عليه.

كما إن وثيقة تم الحصول عليها من دعوى قضائية في بنغازي تتعلق بـ”شحنة نوكا - نوكا، وهي سفينة شحن انطلقت في ديسمبر 2018 من ميناء اللاذقية متجهة إلى شرق ليبيا، لكن السلطات اليونانية استولت عليها قبل أن تصل إلى وجهتها، وكانت محملة بكميات كبيرة من المخدرات، أكدت أن شركة الطير المملوكة لـ "الدج" ومقرها اللاذقية، استأجرت مستودعاً لاستقبال الشحنة وتخزين المخدرات.

ورغم الحكم عليه من قبل سلطات بنغازي بالإعدام رمياً بالرصاص بعد ضبط 3 شحنات مخدرات اثنتان منهما تم ضبطهما قرب السواحل الليبية، إلا أن (الدج) واصل نشاطاته في سوريا وليبيا مستفيداً من جواز سفره الليبي الذي حصل عليه من حكومة (مصراتة).

وكان موقع أورينت نت، قد نشر تقريراً بالاستناد إلى وثائق مسربة، والتي أكدت لجوء رجال أعمال مرتبطين بنظام أسد إلى أسلوب جديد لتفادي العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على أفراد وشركات تساعد نظام أسد في حربه ضد السوريين.