اتهم مدير منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) الأمم المتحدة وأمينها العام بمحاولة خداع العالم وتجميل وجه الأسد دولياً، وذلك بعد شكره وتحميله فضل السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة شمال سوريا والتي تضررت بشدة أثناء مأساة الزلزال شباط الماضي.
وفي لقاء تلفزيوني له مع قناة الجزيرة، أوضح "رائد الصالح" أن العديد من الدول ساعدت ضحايا الزلزال، لكن بالنسبة للأمم المتحدة فالأمر مختلف، حيث لم تقم بدورها الحقيقي ولم تعلن حالة الطوارئ شمال غرب البلاد، واعترفت بفشلها في إنقاذ الناس بحسب ما صرّح به "مارتن غريفيث" وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.
وأضاف "الصالح" أن هناك ازدواجية بالتعامل معهم، فمن جهة تقصير ومن جهة أخرى تواطؤ، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي نُكبت فيه إدلب وجنديرس بالزلزال، خرج القائم بأعمال الأمين العام في دمشق "مصطفى بلمليح" في اليوم الثالث متحدثاً لوكالة إعلام أسد "سانا" ولم يذكر مطلقاً ما حدث في شمال غرب البلاد.
وطالب مدير الدفاع المدني بإجراء تحقيق أممي شفاف ومحاسبة المقصّرين حول تلك التصرّفات، إضافة لمراجعة آلية التعامل مع النازحين بسوريا وتغيير آلية الاستجابة وجعلها من طارئة إلى مستدامة ومساعِدة للتنمية وليس فقط عبر إعطاء بضع خيام وسلل غذائية، موضحاً أنهم بحاجة لمشاريع حقيقية في المنطقة بهدف تأمين فرص عمل للناس في المخيمات ما يساعدهم على الاستقرار.
وأشار مسؤول الدفاع المدني إلى أن نظام أسد خبير بالقتل والدمار وليس خبيراً بإنقاذ الناس، كما إنه استغلّ جراح السوريين بمساعدة من الأمم المتحدة، ففي اليوم الثاني للزلزال كان "نائب غريفيث" موجوداً بدمشق ويفاوض النظام على فتح المعابر لإرسال المساعدات، لكن الأخير بقي لليوم الرابع وهو يرفض رفضاً قطعياً دخولها.
وأردف "الصالح" أنه بعد الضغط الدولي في مجلس الأمن على روسيا، قامت موسكو بالطلب من الأسد لقبول فتح المعابر ودخول المساعدات، وبعدها مباشرة خرج الأمين العام "أنطونيو غوتيريش" ليقدّم الشكر للأسد على هذه الخطوة، في محاولة منه لتجميل وخداع دول العالم.
وبيّن أن أول بند في العمل الإنساني هو ألا يتأذّى المستفيد (لا جسدياً ولا نفسياً)، لكن هذا الشيء لم يحدث في المناطق المحررة بسوريا التي يعيش فيها 3.5 مليون نازح هربوا من بطش الأسد الذي اعتقل ونكّل بأبنائهم وأقاربهم، ثم يقوم الأمين العام بعد ذلك بشكره وتقديم الثناء له.
وفيما يتعلق بتقديم المساعدة لمناطق سيطرة ميليشيا أسد، أكد "رائد الصالح" أن فرقه كانت مستعدة لإنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض في حلب واللاذقية وجبلة ومناطق أخرى، وأنه شخصياً تألّم عندما رأى كيف أن النظام غير جدّي بإنقاذ من يعيشون بمناطق سيطرته.
التعليقات (3)