كذّب جرحى وعناصر سابقون في ميليشيات أسد، ادعاءات نظام أسد حول التكفّل بعلاجهم أو حتى ما أسماه (تأمين حياة كريمة) لهم، مشيرين إلى أن نظام أسد تخلّى عنهم وتركهم عرضة للموت بدل علاجهم.
(يجب بتر الذراع)؛ على هذه العبارة استيقظ الملازم المجنّد السابق في ميليشيا أسد والمنحدر من اللاذقية (وائل مهنا) في مشفى السويداء الوطني، وذلك بعد انفجار قذيفة بجانبه أدت لإصابته بجروح خطرة سنة 2012.
كانوا سيقطعون ذراعي
يقول (وائل) في حديث لـ أورينت نت: " تم إسعافي لمشفى بصرى الشام بداية، ونظراً لقلة الإمكانيات فيه تم نقلي لمشفى السويداء الوطني بعد إجراء بعض الإسعافات الأولية وصحوت على نقاش بين طبيبين كان أحدهما قد قرّر بتر ذراعي".
يضيف: "رغم محاولات الطبيب الأول رغم أنه ينحدر من طائفتي (العلوية) لبتر ذراعي، أصرّ الطبيب الثاني وهو درزي من السويداء واسمه (مفيد عامر) على محاولة العلاج وأنّ احتمال إنقاذ اليد اليسرى ممكنة رغم مرور عدة ساعات على إصابتها وهو ما حدث"، مشيراً إلى أن الطبيب اعترف له بأن البتر هو أسهل وأسرع الطرق بالنسبة للأطباء وكثيراً ما يتم استخدامه بداعٍ وبدون داعٍ.
وتابع: "بعد أسبوع ذراعي كانت مهددة بالشلل إن تأخرت في علاجها، لكن شلل الذراع والشظايا المستقرة أمور لا تؤدي للموت ولا تندرج تحت بند الإسعاف السريع لذلك لم يهتم بي أحد، خرجت من السويداء إلى دمشق وفي مشفى المواساة أجريت أول عملية وعلى نفقة أشقائي، ثم توالت العمليات حتى بلغت 9 عمليات وكلها كانت على نفقتي الخاصة، لقد كلفتني نحو 8.5 مليون ليرة وهو مبلغ كبير آنذاك"، مشيراً إلى أنه وبدلاً من الاهتمام به تم إجراء عمليات تجميل للفتيات من الجمعيات التي من المفترض أنها مخصصة للجرحى.
تركوا ابني ليتعفن
ولم يكن (وائل) العنصر الوحيد الذي تركه نظام أسد رغم إصابته، إذ كشفت (أم سامر) عما جرى لابنها بعد إصابته وكيف تمّ تركه والتخلي عنه من قبل ما تسمى (منظمات الجرحى)، مشيرة إلى أن ابنها البالغ من العمر 27 عاماً أصيب برصاصة في ظهره خلال خدمته في صفوف ميليشيا (صقور الصحراء)، أدت لإصابته بشلل نصفي سنة 2015 ولم يتكفل أحد بعلاجه، إضافة لوجود ابنة أخرى لديها إعاقة خلقية، والآن تعيش على صدقات المحسنين وبعض المعونات، أما عن المعونات فلم يتكفلوا حتى بثمن (الحفاضات) لابنها وفق تعبيرها.
غرّموني بثمن البندقية
كما روى عبد اللطيف وهو أحد العناصر السابقين في الحرس الجمهوري لـ أورينت نت، كيف تم تغريمه بثمن البندقية التي فقدها رغم إصابته قائلاً: "تعرضت لإصابة أدت لاستئصال قسم من الأمعاء والطحال وشارفت على الموت، ومع ذلك تم تغريمي بثمن البندقية التي فقدتها بالمعركة، ولأني رفضت الدفع تم تحويل الغرامة للمحكمة".
المحسوبيات حتى على الجرحى
ويؤكد (باسل) وهو مدرس علوي من ريف القرداحة لـ أورينت نت: "عدة شبان من قريتنا انضموا لميليشيا شكلها (يسار أسد) في القرداحة، وأسباب انضمام أفرادها هو التجييش الطائفي والاغراءات المادية وكذبة صدّقها الناس في حينها، أن القتال في تلك الميليشيات يكون عوضاً عن الخدمة الإلزامية"، مشيراً إلى أن المعاملة مع الجريح تختلف بين معلم وآخر وما أكثر هؤلاء (المعلمين) كـ رجال المعلم يسار ورجال المعلم بشار بن طلال الأسد ورجال الخال أبو علي جهاد بركات ورجال الأستاذ وسيم… الخ"، مشيراً إلى أن ابن عمه وهو أحد الذين قاتلوا مع (يسار) أصيب في إحدى المعارك، ولكن الميليشيا منحته 50 ألف ليرة فقط، وبقي هو مصاباً و (يسار) سكراناً.
أما الطبيب (فراس)، فقد أكد أن نسبة العجز كبيرة جداً وفي أكثر الأرياف فقراً، وأنه خلال مراجعة الجرحى الدورية للعيادات أو لحصولهم على القليل من الأدوية المتوفرة تراهم ساخطين ويائسين، بعد أن اعترف الكثير منهم وبشكل علني أنهم أشبه بمناديل ورقية تم استخدامها من قبل عائلة الأسد ورميها في أقرب سلة مهملات.
يذكر أن العديد من الشكاوى نقلتها صفحات موالية عن عناصر جرحى في ميليشيات أسد، وجميعها تمحور حول تخلي نظام أسد عن جرحاه وتركهم يلقون مصيرهم دون علاج أو مورد ليعتاشوا منه، حيث نقلت صفحة أخبار اللاذقية قبل يومين، شكوى أحد جرحى الميليشيات والتي تحدث خلالها عن تعرّض جرحه لجرثومة أدت لتفاقم وضعه وبتر قدمه مع تركه يعاني الفقر المدقع هو وعائلته.
التعليقات (13)