يتواصل الاقتتال في دير الزور بين ميليشيا قسد المدعومة من التحالف الدولي والعشائر العربية التي استنجدت بأبنائها من مختلف المناطق للمؤازرة إلا أن بعض العشائر لم تدخل على خط القتال ولم تستجب لما يسمى "الفزعة" وخصوصاً بعض العشائر بالرقة والحسكة، بل على العكس بعضها وقفت إلى جانب قسد ضد أبناء جلدتها.
وقال الشيخ مضر حماد الأسعد المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية لـ"أورينت نت" إن العشائر العربية شاركت في المعارك ضد ميليشيا قسد دفاعاً عن الكرامة والوجود، مضيفاً أن جميع القبائل شاركت بالقتال بما فيها شمر ولكن بأعداد متفاوتة.
أما فيما يتعلق بميليشيا الصناديد التي يقودها حميدي دهام الجربا شيخ قبيلة شمّر والتي تقف إلى جانب قسد، فقد أكد الأسعد أن قوات الصناديد الموجودة في محافظة الحسكة ولاؤهم مطلق لميليشيا قسد وهم جزء منها، بينما شمر في رأس العين وتل أبيض وإعزاز المناطق المحررة أرسلوا مقاتلين لقتال قسد في شمال سوريا.
وعن سبب وجود قتلى عرب في صفوف قسد، ذكر الأسعد أن أكثر من 70 بالمئة من المقاتلين بصفوف قسد من العرب بسبب تجنيدهم الإجباري والقسري ومن خلال شراء الذمم وخطف الأطفال، ولذلك أدعو الشباب العرب بالانشقاق وأدعو أيضاً كافة شيوخ ووجهاء العشائر بالضغط على أبنائهم من أجل الانضمام إلى صفوف العشائر للدفاع عن أرضهم وعرضهم.
عشائر تعيش في كنف قسد
من جانبه، قال العقيد المنشق فايز الأسمر لـ"أورينت نت"، "لاحظنا للأسف في العديد من الفيديوهات أن بعض المتمشيخين في الحسكة والقامشلي من شمر ومن قبيلة طي وغيرهما الذين يعيشون في كنف ميليشيا قسد ويدّعون بضغط منها وبقوة سلاحها وهيمنتها أن هذه فتنة يجب وأدها وكأن المنطقة تعيش في أحسن حالاتها تحت إدارة هذه الميليشيا، ولذلك أبعدوا أنفسهم عن الاشتراك في المعارك الدائرة في دير الزور.
وأضاف أنه للأسف سقط قتلى عرب بمعارك دير الزور كانوا يقاتلون إلى جانب قسد التي دفعت بهم كعادتها إلى الخطوط الأولى بحجة أن القتال يجري ضد خلايا لداعش وميليشيات إيرانية عبرت من أماكن سيطرة نظام أسد إلى شرق الفرات.
وأكد أن المكون العشائري الموجود في شرق الفرات بمجمله مستاء من إدارة قسد وممارساتها العنصرية ضد المكون العربي وهذا يظهر بوضوح وبالأخص على عشائر دير الزور التي لاتزال ومنذ سنوات تعاني من التهميش المقصود الذي قامت قسد بفرضه بحكمها باتت سلطة الأمر الواقع في شرق الفرات بعد هزيمة داعش على يد التحالف وقامت وبوقاحة بإبعادهم عن دائرة اتخاذ القرارات المدنية والعسكرية وممارسة حقهم الطبيعي في إدارة مناطقهم والاستفادة من مقدراتها وخيراتها وخاصة البترولية منها الذي باتت هذه الميليشيا تسرقه وتتصرف به كأنه ملكها دوناً عن جميع مكونات السوريين.
تراجع أم تفوق نوعية السلاح
وعلى الرغم من استمرار استقدام التعزيزات إلى دير الزور إلا أن الملاحظ تراجع وتيرة المعارك وخصوصاً من جانب العشائر في بعض المناطق وتركزها في الشحيل وذيبان.
أوضح الشيخ مضر حماد الأسعد المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية أنه ليس تراجعاً ولكن هناك تفوق في نوعية السلاح لدى قسد التي تملك سلاح أمريكي ثقيل ومتطور ولديهم عناصر مدربة تم تدريبهم في جبال قنديل، بينما العشائر تملك سلاحاً متوسطاً وخفيفاً، ولكن النخوة والرجولة هي ما تدفع أبناء العشائر للثبات والاستمرار بالقتال.
وأشار إلى أنه رغم ما تملكه قسد فإن جيش العشائر أظهر تفوقه وسيحسم الموقف لصالحه ما لم يتدخل التحالف الدولي أو نظام أسد أو روسيا التي تدخلت على الأرض لصالح قسد في منبج وقصف طيرانها قرى في عين العرب حررها أبناء العشائر.
وطالب الأسعد باسم المجلس الأعلى للعشائر السورية التحالف الدولي بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب السوري بمنطقة الجزيرة والفرات وأن يضغط على قسد لإخراجها من المناطق العربية التي لا يوجد فيها أكراد نهائياً ورغم ذلك تمارس في هذه المناطق القتل والإرهاب والفتن وقامت بإنشاء عشرات السجون والمعتقلات بدلاً من إنشاء الجامعات والمعاهد، كما قامت بسرقة المواد النفطية وإغلاق المدارس ومنعت التدريس بالعربي من أجل الاعتماد على المنهاج الأوجلاني.
وأكد أن انحياز التحالف إلى جانب قسد سيؤدي إلى خسارة وقوف العرب معه في محاربة الإرهاب، لافتا إلى أن العرب هم من حاربوا داعش كما أن أكثر من 90 بالمئة من قتلى المعارك من العرب بينما تقوم قسد بتزوير الأسماء على أن الذين قتلوا على يد داعش من الأكراد فقط.
وتشهد مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة قسد، خلافات وتوترات متكررة مستمرة، تتطور إلى اشتباكات في بعض الأحيان بين المجلس العسكري وقسد الساعية لفرض هيمنة كاملة على المناطق ذات المكون العربي، وتحجيم دور القوى العربية بمختلف أشكالها.
التعليقات (7)