صدّع نظام أسد الرؤوس منذ اغتصابه للسلطة بأنه حامٍ للأقليات في سوريا، إلا أن القصص التي تكشفت بعد قيام الثورة السورية عرّته وأظهرت كذبه، ولعل قصة الضابط بيان الحناوي المنحدر من محافظة السويداء والذي زجّت به المخابرات العسكرية في المعتقلات 17 عاماً بسبب كلمة تكشف حقيقة هذا النظام المجرم.
وذكر الحناوي لأورينت نت أنه منذ سبعين عاماً، وهو ينتظر بشوق ولهفة رؤية المظاهرات في السويداء التي تخرج ضد نظام أسد.."أنا لا أريد وريث معتوه يكون رئيس جمهورية".
وروى الحناوي أنه "كان ضابطاً بجيش أسد برتبة نقيب عندما سُجن بسبب كلمة، فقد رفض أن يكون الصراع "عربياً عربياً" وقال منذ الصغر يقولون لنا أن عدونا مغرب "يقصد إسرائيل" لوين راحين "مشرق"، فقامت مخابرات أسد باعتقاله.
وتابع: "أمضيت عمري بانتظار انتهاء مملكة أسد وابنه ولي العهد وظهور الجمهورية السورية الديمقراطية"، مشيرا إلى أنه كان يوجد في مهجع سجن المزة أطفال أعمارهم 12 عاماً، وهناك رجال مسنون أعمارهم 80 عاماً جميعهم محبوسون دون أي مبرر.
وتحدث بحرقة عن التعذيب الذي تعرض له بالسجن، وعن الظلم والفساد والرشوة وغياب الأخلاق والشهامة عند نظام أسد الذي باع مقدرات البلد وثرواتها للإيراني والروسي، ولم يبقَ لهم سوى الساحات للتظاهرات ضد أسد.
وأكد أنه فقد أهله بالسجن ولم يستطع توديعهم، وكان طموحه أن يُسافر ابنه خارج البلاد لكي يكون بأمان من الطاغية.
وكان بيان الحناوي ضابطاً برتبة نقيب بميليشيا أسد عندما اعتُقل عام 1974 وتنقّل بين الأفرع الأمنية التابعة للأمن العسكري إضافة إلى سجن صيدنايا بسبب رأيه في التدخل السوري بلبنان والعراق، وعندما أفرج عنه عام 1991 توجه مباشرة إلى قريته السهوة.
وتشهد السويداء مظاهرات واعتصامات منذ 17 يوماً على التوالي، حيث يطالب المتظاهرون بالحرية والعيش الكريم وإسقاط نظام بشار الأسد.
كما نظّمت الجاليات السورية وقفات عديدة في مختلف العواصم والمدن الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية، تضامناً مع الحراك الشعبي في السويداء، المُطالب بالتغيير السياسي.
التعليقات (3)