بعد رحلة تحدٍّ.. مهندسة سورية فلسطينية تشرف على مشروع فريد في السويد

بعد رحلة تحدٍّ.. مهندسة سورية فلسطينية تشرف على مشروع فريد في السويد

رغم ما يعانيه اللاجئون السوريون في أوروبا من غربة وقلق وخوف من مستقبل مجهول وحنين إلى بلادهم التي هجّرهم منها زعيم عصابة المخدرات بشار الأسد، إلا أن الكثير منهم أثبتوا تفوقهم ونبوغهم على كل الصعد ولا سيما في مجالي الدراسة والعمل.

فبعد معاناة مع اللجوء ومخاطره، تمكّنت المهندسة السورية الفلسطينية "دينا أحمد" من تحقيق حلمها وإثبات اجتهادها في العمل وإنجاز وتطوير مشروع فريد في السويد، أصبحت من خلاله رئيسة لقسم المخططات والهندسة بإحدى أكبر الشركات المسؤولة عن إنشاء البيوت والفلل العائمة في مدينة فسترفيك.    

وفي لقاء إذاعي لها مع راديو "sveriges radio" قالت المهندسة السورية "دينا" إنها وصلت إلى السويد قادمة من سوريا عام 2014 مع زوجها وابنها، وكانت قد درست الهندسة المدنية في جامعتي دمشق والأردن واختصت بالأعمال الإنشائية، لكنها اليوم دخلت مجالاً جديداً غير روتيني، جعلها تتطوّر على الصعيد المهني بشكل كبير في السويد.

وأشارت إلى أنها في بداية قدومها للسويد سعت لتعلّم اللغة التي وصفتها بغير السهلة، وبناء علاقات اجتماعية طيبة مع الجميع، الأمر الذي ساعد على إيجاد فرصة عمل مناسبة، بعد أن عانت مشقة كبيرة في عملها السابق، حيث كانت تقطع مسافة 80 كيلو متراً يومياً للوصول إلى مكان التدريب ولتحافظ على مهنتها. 

وأوضحت المهندسة السورية أنها الآن باتت تتقن 4 لغات وهي: "الصربية (لغتها الأم) كون والدتها صربية الأصل- العربية - الإنكليزية - السويدية"، كما تعمل حالياً في شركة هندسية مختصة بالمنشآت العائمة كالفلل وعوامات السفن والمراسي والقوارب ومحطات التنقية. 

وأضافت أن المشروع الذي تقوم على الإشراف عليه حالياً هو مشروع (اكوا فيليج) وهو جزء من مدينة فسترفيك ويتكون من الفلل والبيوت العائمة القائمة على المسطحات المائية، حيث يُعدّ هذا العمل هو مستقبل البلاد لأن السويد مليئة بالمسطحات المائية وبحاجة لعدد كبير من هذه المنشآت.

 

وبيّنت "دينا" أن هذا الاختصاص فريد في السويد بسبب وجود عدد كبير من البحار والمسطحات المائية، إضافة إلى أن ظاهرة السكن قرب الماء منتشرة بشكل كبير بين الناس، كما يوجد طلب كبير على تلك البيوت وذلك لقلة الشركات المنفذة والتكلفة العالية لها. 

وأردفت أنه خلال 6 سنوات ونصف عملت في مشاريع بناء شملت 20 فيلا ومحطة تنقية ومطعماً، وهي فخورة جداً بما قدّمته، ما جعل المسؤولين في شركتها يسندون إليها رئاسة قسم المخططات والقسم الهندسي بشكل عام وإضافة لمهام التنسيق بين المخططات الكهربائية والصحية وأمور التهوية وغيرها من الأشياء الضرورية لبناء مشروع متكامل.  

وأكدت المهندسة السورية أن البيت الذي تنشئه يُعدّ بيت الأحلام للأشخاص الراغبين بالاستقرار والراحة، حيث إن كل فيلا يوجد بها شيء خاص من الداخل حتى وإن تشابهت من الخارج، موضحة أن الطلب زاد عليها في فترة كورونا وتم إنتاج 6 فلل بعام واحد. 

وتابعت أن الفلل العائمة لا يوجد فيها اهتزاز مطلقاً، بسبب أن الوزن مدروس بدقة ولا سيما الأثاث، لكن البعض يرتكب أخطاء فيضع وزناً زائداً يتسبب بميلان الفيلا 2-3 سم.   

وختمت اللاجئة السورية حديثها بشكر عائلتها الداعم الأول لها في نجاحها هذا، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجميع في المدينة يحترمونها ويحبونها وعلاقتها معهم طيبة للغاية، لذا تنصح كل من يرغب بالقدوم للسويد بالعيش في فسترفيك كونها سياحية وجميلة ومناسبة للعائلات.

التعليقات (1)

    منى مبارك

    ·منذ 7 أشهر 4 أسابيع
    وفقك الله. فخورين فيك جدا.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات