نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان ياس خضر الذي توفي في بغداد مساء أمس الجمعة عن عمر ناهز 85 عاماً، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.
وقالت نقابة الفنانين العراقيين في بيان تعزية: "ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل صوت الأرض الفنان ياس خضر والذي وافته المنية مساء هذا اليوم في بغداد أثر مرض عضال، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان".
ولد الفنان ياس بن خضر بن علي القزويني الحسيني سنة 1938 في محافظة النجف العراقية، وكان يعمل كقاطع للتذاكر على باب مشفى أبو صخير في النجيف، حتى العام 1963 الذي يعد نقطة تحول وانطلاق في مسيرته عندما التقى لأول مرة بالملحن (محمد جواد أموري) لينتجا أغنية (الهدل) التي بثّتها إذاعة القوات المسلحة آنذاك لتنتشر ويتغلب اسم الأغنية على مؤدّيها ليصبح "مطرب الهدل" هو الاسم الجديد له.
بعد أغنية الهدل أطلق (خضر) أغنية (أبو زركه) التي لم تلقَ رواجاً وشهرة كسابقتها، وفي عام 1969 التقى ياس خضر بالمطرب الريفي والملحن (كمال السيد)، الذي قدّم له أغنية "المكيَّر"، والتي كانت من كلمات الشاعر (زامل سعيد)، وقد أصبحت هذه الأغنية نقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية وجواز عبور أدخله عالم الشهرة، بعد أن بثتها إذاعة صوت الجماهير من بغداد.
ياس خضر… بين الملحّنين والشعراء
استمر التعاون مع القرغولي لينتج حينها أغنية (مرينا بيكم حمد) للشاعر النواب أيضاً ثم "إعزاز" للشاعر المبدع زامل سعيد أيضاً، والذي كان صاحب الوصف الكبير عندما يقول: (إعزاز عدنا ومنهو ينكر رمش عينه ويا هو أكرب من جفن للعين لينه) وكان أداء ياس خضر في هذه الأغنية متميزاً.
ظل ياس خضر يتنقل بشكل مستمر مع مختلف الملحّنين وهو ما أدى لتنوع أدائه الفني، ليخرج بأغنية "ولو تزعل" بإتقان، لينتقل بعد ذلك إلى التعاون مع الموسيقي نامق أديب، والذي نتج عنه أغنية "تايبين" التي انتشرت بسرعة وأصبحت محبوبة لدى الجمهور، ولاحقاً، عاد ياس خضر مرة أخرى للتعاون مع الملحن القرة غولي وأنتجا أغنية "جذاب"، والتي أصبحت لحن الموسم بعد أدائها ببراعة، حيث توالت أغنياته بعدها والتي كان أشهرها (مسافرين - على شط الفرات - على مودك - شو يصير - لو نزعل)
مطرب العراق والعرب
كان لدى ياس خضر الذي تم تكريمه في العديد من المناسبات جمهور كبير ومحبة واسعة في دول الخليج العربي، وكذلك بين الجاليات العربية في لندن وأستراليا وأمريكا، واعتبر واحداً من رموز الفن العراقي وسفيراً له في العالم العربي، وقد برع في إثراء التراث الفني العراقي بأدائه الاستثنائي والمميز.
ولا يقتصر إبداعه على العراق فقط، بل انتقل إلى بقاع بعيدة عن وطنه، حيث وجد استقبالاً حاراً بين الجاليات العربية والعراقية في لندن وأستراليا وأمريكا.
التعليقات (4)