تصاعدت الاشتباكات العسكرية أمس بين ميليشيا قسد وقوات العشائر في محافظة دير الزور، حيث تكبّدت خلالها الميليشيا خسائر فادحة بالأرواح فيما سيطرت قوات العشائر على أكبر بلدتين بالريف الشرقي، وطال قصف روسي أطراف بلدة البارة بريف إدلب ملحقاً أضراراً مادية بالممتلكات، فيما تواصلت الإضرابات والاحتجاجات الغاضبة بالسويداء ومُزّقت خلالها صور بشار الأسد وأبيه.
وفي التفاصيل، شهدت محافظة دير الزور توتراً كبيراً واشتباكات عنيفة بين العشائر ومجلس دير الزور العسكري من جهة، وميليشيا قسد من جهة أخرى أسفرت عن مقتل أكثر من 70 عنصراً للأخيرة خلال 4 أيام، والسيطرة على أكبر بلدتين بالريف الشرقي من قبل العشائر وهما (ذيبان والشحيل) وأجزاء ضخمة من بلدة "أبو حمام".
وفي بيان مصوّر هو الأول من نوعه دعا شيخ قبيلة العگيدات "إبراهيم الهفل" عشائر دير الزور لتوحيد الصف والوقوف ضد ميليشيا قسد وسياساتها، وتشكيل مجلس عسكري من أبناء المنطقة من ضباط وصف ضباط، بالتنسيق مع التحالف الدولي لتهدئة الأوضاع.
وبحسب مراسلنا "فهد الأحمد" فإن الأحداث بالمحافظة باتت متسارعة بشكل كبير، حيث شهدت انشقاقات في مجلس هجين العسكري التابع لميليشيا قسد، ومقتل مدنيين اثنين بالجرذي وإصابة 12 آخرين، كما قُتل طفل في بلدة أبو حمام برصاص ميليشيا قسد.
اشتباكات وتقدّم
وبيّن المراسل أن مقاتلي العشائر يحققون تقدماً كبيراً بالمنطقة، استهدفوا خلاله حاجزاً لقسد في بلدة الصعوة بالريف الغربي، ما أسفر عن مقتل عنصر، كما دارت اشتباكات في النقطة المشتركة بين بلدتي جديد عگيدات وجديد بگارة قصف فيها مقاتلو العشائر ميليشيا قسد بالقذائف الصاروخية والرشاشات وشنّوا هجوماً آخر في بلدة جديد بگارة.
وفي الأثناء قصفت طائرة مُسيّرة مجهولة موقعاً للعشائر في بلدة الشحيل شرق دير الزور، كما وصلت تعزيزات عسكرية لقسد إلى بلدة الصُّوَر بالريف الشمالي، في حين شنّ مقاتلو العشائر هجوماً على منطقة الجبل في مدينة البصيرة وحاصروا مقر قسد وطالبوا عناصرها بتسليم أنفسهم.
ودارت اشتباكات مماثلة في الحريجية شمال دير الزور أسفرت عن مقتل عنصرين من قسد، بالتزامن مع اشتباكات في الربيضة بناحية الصور (معقل آل خبيل)، بالمقابل استعادت ميليشيا قسد السيطرة على النقاط التي خسرتها في جديد عگيدات شرق دير الزور.
🔸#DeZ
— زين العابدين | Zain al-Abidin (@DeirEzzore) August 30, 2023
كما هو متوقع رقعة الإشتباكات تتوسع، والهجمات ضد مواقع ومقرات قسد SDF لاتتوقف في عموم أرياف ديرالزور، اليوم شهد الريف الشرقي تطورات لافتة ولحد الأن المعارك مُستمرة بين أبناء العشائر وقوات DMC من جهة، وبين قسد SDF من جهة ثانية، هذه خريطة لنقاط المعارك الجارية للحظة
1/ pic.twitter.com/hnUvJZ2cci
احتجاجات متواصلة بالسويداء
وجنوباً إلى السويداء حيث قام محتجّون بقرية "سليم" بتحيطم صور بشار الأسد ووالده في مقر الفرق الحزبية بالقرية، في حين أصدر أهالي مدينة شهبا بياناً تبنّوا فيه ما دعا إليه الشيخ حكمت الهجري من حماية حقوق الناس ومطالبها المحقّة ورفع الظلم والحيف.
وأكد البيان على نبذ العنف وسلمية الحراك وعدم حمل السلاح أو إلحاق الأذى بالمنشآت العامة والخاصة، مشيراً إلى أن الاحتجاج القائم هو احتجاج سلمي وعفوي يعبّر عن السخط والقهر والحصار الاقتصادي والأمني المُذلّ للشباب إضافة لانتشار الفساد والجريمة والسلاح العشوائي.
وبحسب ما ذكرت مصادر خاصة لمركز إعلام الانتفاضة، فإن مجموعة من نواب البرلمان الأوروبي يعتزمون إصدار بيان دعم وتضامن مع السويداء ودرعا، كما من المتوقّع تحذير النظام من أي استخدام لأساليب عنف تجاه المتظاهرين أو تجاهل مطالبهم، وإيجاد حل سياسي.
وفي الأثناء قام الأهالي في قرية الغارية بوقفة احتجاجية تضامناً مع السويداء أكدوا خلالها مطالبهم في تطبيق القرار الأممي 2254 كاملاً، والحرية لجميع المخطوفين والمغيبين قسرياً وفتح معبر مع الأردن حسب بيانهم.
من جهته قال مراسلنا في درعا إن المعلومات عن انسحاب ميليشيا أسد من محيط السويداء غير دقيقة، كما قام الحاجز العسكري على بوابة مطار الثعلة باحتجاز 3 من مدينة الحراك.
غارات روسيّة على إدلب
وفي الشمال طال قصف جوي للاحتلال الروسي أطراف بلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى لأضرار في المنازل وبسيارة كانت في المكان، في حين اعتقلت ميليشيا تحرير الشام الناشط الثوري "محمد جمال كردانو" الملقّب (أبو وطن).
أما في حلب فدارت اشتباكات عنيفة بين "عاصفة الشمال" و"لواء أبو العز أريحا" التابع للفيلق الثالث غرب إعزاز، ما أسفر عن قطع طريق إعزاز-عفرين وسقوط إصابات بين الطرفين.
اعتقالات واغتيالات بدرعا
وذكر مراسلنا أن حملة اعتقالات لميليشيا أسد على طريق دمشق درعا طالت ركاب حافلة قادمة من دمشق وهم من أبناء مدينة الصنمين، مضيفاً أن مجهولين اغتالوا الشيخ "أمجد الغزاوي" أمام منزله في طفس، وهو الشرعي السابق لدى فصائل الجنوب وبعد تسوية 2018 خرج بقوافل التهجير ثم عاد من تركيا إلى درعا فاعتقله النظام وأفرج عنه لاحقاً.
التعليقات (0)