صحفيون أتراك: العنصرية تُدمّر البلد والمعارضة تؤجّجها بإعلام غير مهني

صحفيون أتراك: العنصرية تُدمّر البلد والمعارضة تؤجّجها بإعلام غير مهني

انتقد ثلاثة كتاب أتراك مشهورين الحملة العنصرية الكبيرة ضد اللاجئين السوريين، وما يتم في بعض وسائل الإعلام المعارضة من عمليات ممنهجة لتشويه صورتهم وبثّ الكراهية والعداء تجاههم، عبر افتراء الأخبار الكاذبة والترويج لها واعتبارها حقيقة مؤكدة، رغم أنها ملفّقة ولا تعكس الواقع.

إبراهيم كراطاش

وفي مقال له بصحيفة "يني عقد" بعنوان (العنصرية مشكلة يصنعها الناس) اعتبر الكاتب التركي "إبراهيم كراطاش" أن بلاده تعاني حالياً من مشكلة عنصرية خطيرة، مؤكداً أن هذه الحالة النفسية الخبيثة كانت موجودة حتى قبل وصول السوريين وغيرهم من المهاجرين.

وأشار كراطاش إلى أنه في الماضي كانت شريحة من أصحاب الحداثة بتركيا تستبعد بقية المجتمع، بما في ذلك العديد من المحافظين وصولاً إلى الأكراد، مضيفاً أن هؤلاء الذين كانوا يعيشون برفاهية وينهبون خيرات البلد لا يريدون شيئاً اسمه (حرية التعليم واللغة والفكر) وغيرها واغتصبوا حقوق الآخرين الأساسية إلى أن جاء المهاجرون واتجهت الكراهية نحوهم.

العنصرية وحب الوطن

وبيّن الكاتب أن حب المرء لوطنه صفة جيدة، لكن أن يصل الأمر لحد العنصرية بحجة القومية والوطنية فهذا أمر غير مستحب مطلقاً، يقوم فيه العنصري باستبعاد الآخرين إذا كان لديه السلطة، وإذا لم يكن كذلك فإنه يحاول الابتعاد عنهم والعيش كمستعمرة.

وحول ما يمارسه البعض تجاه السياح الأجانب، أكد كراطاش أن من يدمر حماسة القدوم إلى البلاد بإقصاء السياح لمجرد أنهم عرب والإضرار باقتصاد البلاد لا يمكن أن يكون وطنياً، علاوة على ذلك فإن السياح لا يأتون أصلا للإقامة بشكل دائم وعندما يغادرون يتركون مالاً كثيراً للبلد وهكذا.

مشاكل أخلاقية وكذب

ولفت الكاتب إلى أن العنصريين لديهم مشاكل أخلاقية أيضاً، حيث إن عدم رغبة أحدهم في وجود غرباء بمدينته شيء، وإيذاءهم شيء آخر، فحين تقوم مجموعة ما بإلحاق الأذى بالضعفاء ومهاجمتهم فهذا يعدّ جُبناً وجريمة، موضحاً أنه غالباً ما يشعر العنصريون بالنقص ويبحثون عن طريقة رخيصة للارتقاء في المجتمع، لذا يتشبثون بإيذاء المهاجرين باعتبارهم درجة ثالثة بالنسبة لهم. 

وأردف أن معظم الحجج التي يطرحها العنصريون لتبرير أفعالهم لا أساس لها من الصحة، فعلى سبيل المثال، الادعاء بأن المهاجرين يتسبّبون في البطالة ليس صحيحاً، فقد جاؤوا إلى تركيا في السنوات العشر الماضية وكان حينها معدل البطالة وقت وصولهم أقل بنقطة واحدة عما هو في الماضي، وذلك لأن معظم السوريين يقومون بالأعمال التي لا يرغب الأتراك في القيام بها أو أنهم يعملون في أماكن عمل خاصة بهم.

أحمد هاكان

أما الكاتب "أحمد هاكان" فذكر في مقاله بصحيفة "حرييت"، أن أغلب وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المعادية للاجئين، لا تمتلك مهنية حقيقية، خاصة عندما تنقل الأخبار عنهم دون حتى بذل أدنى مجهود للتأكد من صحة الخبر وحقيقته. 

وبعنوان (إنهم لا يبحثون أبدًا، ولا يتساءلون أبدًا، بل يصدقون على الفور)، اتهم الكاتب التركي هاكان، ما تقوم به العديد من وسائل الإعلام العنصرية من مشاركة الأخبار وتناقلها على مستوى واسع في الميديا دون التحقق من صحتها، مبيّناً أن تناقل خبر الممثل المسرحي التركي على أنه سوري يعد سقطة مهنية كبيرة.

وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي اعتبرت الممثل "صاحب مطعم سوري" وأنه أهان المواطنين بعد رفضه تشغيلهم في مطعمه، فيما الواقع أنه تركي، وأن البرنامج الذي ظهر فيه كان مجرد محاكاة ساخرة مبالغ فيها حول موضوع "البلد احتله السوريون".

كما أشار هاكان إلى أن أساتذة وصحفيين كباراً اعتقدوا أن هذه المحاكاة الساخرة حقيقية، وقاموا بالتعليق عليها بالقول "انظروا إلى الحالة التي وصلنا إليها، صاحب مطعم سوري يعامل الأتراك كأجانب”، دون أن يتأكدوا أو يوجهوا شكوكهم حول صحة الخبر ومصداقيته، وذلك لأنه إذا كان ما يطرح أمامهم يناسب عقولهم فسيصدقونه على الفور.

وبيّن أنه رغم أن الحقيقة ظهرت إلا أنهم لا يخجلون أبداً، ولا يشعرون بالحرج والانزعاج من انكشاف كذبهم وافتراءاتهم تجاه اللاجئين.

 

طاهر صاغر

وبالنسبة للكاتب الثالث، فلفت في مقاله بعنوان (هناك مشكلة المفترين، وليس اللاجئين)، إلى أنه زادت في الآونة الأخيرة الكاذبة عن اللاجئين، وبعد البحث والتدقيق تبين كذبها وأن هدفها الاستفزاز والتحريض على السوريين وأغلب من يقوم بها هم من زعماء المعارضة والصحف التابعة لهم.

وذكر "طاهر صاغر" في مقاله 7 أخبار كاذبة تم تداولها بشكل واسع مؤخراً وهي:   

1- الادعاء بأن اللاجئين السوريين يعتبرون "مرضى ذوي أولوية قانونية" في المستشفيات.
2- الادعاء بأن شخص سوري يقول "لا أقوم بتشغيل الأجانب في مطعمي".
3- الادعاء بأن الكلب الذي قطعت أرجله في صبانجا تعرض للتعذيب على يد أطفال سوريين.
4- الادعاء بأن 131 ألفاً و746 سورياً التحقوا بالجامعات دون امتحان.
5- الادعاء بأن اللاجئين السوريين يمكنهم التنقل داخل البلاد كما يريدون.
6- ادعى أوميت أوزداغ أن علاج الإخصاب للسوريين مجاني.
7- الادعاء بأن المهاجرين فقط هم من يقدمون الخدمة في المبنى الذي يقع فيه مركز صحة المهاجرين في إنيغول ببورصة.

 

إذن ما هو الغرض؟

وأشار "صاغر" إلى أن اتهام اللاجئين بأنهم غزو البلاد وتسببوا بالأزمة الاقتصادية في السنوات الأربع الأخيرة أمرٌ معيب ولا صحة فيه، ولاسيما أنه صادر عن مجموعة لا أخلاقية تدعم المثليّين والتحوّل الجنسي، متناسية آلاف اللاجئين الأوكران والروس الموجودين في إزمير وأنطاليا ومدن أخرى.   
 
واكد أن تزايد الأخبار الكاذبة وتحوّلها إلى شوفينية كراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يصل إلى أبعاد مخيفة، كما بات العنصريون يحولون اللاجئين إلى مادة سياسية ويوصون بالممارسات اللاإنسانية تجاههم خلال العملية الانتخابية.

التعليقات (1)

    سوري

    ·منذ 8 أشهر يومين
    العنصرية والشوفينية التركية الطورانية تجاه العرب كانت أحد أهم أسباب تفكك الإمبراطورية العثمانية وقد احتاج الأتراك لعقود طويلة من بناء الثقة لاستعادة العلاقات الطبيعية مع العرب ما أدى لازدهار الاقتصاد التركي في الآونة الأخيرة وأعتقد بأن الأتراك سيحتاجون لعقود طويلة أيضا لبناء الثقة من جديد مع العرب بعد موجات العنصرية الغير مسبوقة تجاههم.. فقط للعلم فإن السائح العربي يصرف أضعاف مايصرفه الغربي على السياحة في تركبا فهل من عاقل ومسؤول تركي يدرك فداحة العنصرية على بلد سياحي كتركيا ؟ لا أعتقد ذلك.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات