بعد استشعارهم ألم الصفعة، لم يجد شبيحة أسد والدائرة المقربة المحيطة به سوى إطلاق التهديدات والاتهامات جزافاً بحق المشاركين بحراك السويداء السلمي الذي بات يعم المحافظة وبدأت شرارته بالانتقال إلى مناطق أخرى.
وخلال الساعات الماضية، هرول عدد من شبيحة أسد والمقربين منه إلى حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي لإطلاق تهم التخوين بحق أبناء المحافظة والتحريض ضدهم لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة.
اضربوهم بيد من حديد
أبرز تلك التهديدات جاءت على لسان رياض عيسى شاليش ابن عمة بشار الأسد الذي تناول الحراك بالتهديد والوعيد في منشور على فيسبوك قائلاً "لن أتوجه بأي كلمة .. لمن خرج في كل من درعا والسويداء لأن صوتنا بح من كثرة ما تحدثنا عمن يخرج هناك من أول الازمة بإسم الحرية وهدفه معروف."
وخاطب شاليش قيادة الجهات الأمنية قائلاً "إما أن تتخذوا قرارات اقتصادية جريئة تنتشلنا وتُخرسون هؤلاء .. أو تضربوهم بيد من حديد .. نحن غير مجبرين على تحمل تداعيات ما يحصل وسيحصل"، متهماً الأمن بالتراخي مع المحافظتين".
بدوره صب صهر آل الأسد، جهاد بركات، جام غضبه على فهد البلعوس ابن زعيم حركة رجال الكرامة وحيد البلعوس الذي اغتالته أجهزة أسد الأمنية في أيلول من عام 2015.
واتهم بركات الذي يتزعم ميليشيا مغاوير البعث البلعوس بالعمالة للمخابرات الإسرائيلية والفرنسية متوعداً في منشور آخر بسحق أي حركة انفصالية في محاولة لشيطنة الحراك الذي لم يطالب بذلك.
ورداً على إهانة المتظاهرين صور بشار وإلقائها في حاويات القمامة، هدد بركات بمحاسبة من أسماهم "أصحاب الأقلام والأصوات المأجورة" مضيفاً أن التمادي على "هيبة الدولة" والمساس "برمز الوطن" ممنوع ولو بكلمة واحدة، حسب تعبيره.
خالد العبود يلوح بالتهجير
أما خالد العبود عضو برلمان أسد السابق فتوعد صراحة بترحيل أبناء السويداء عن مدنهم وقراهم قائلاً في منشور: "نتابع ما يحصل في السويداء بألمٍ شديدٍ، لأنّنا نعتقد أن سيناريو درعا الذي تأخّر أكثر من عشر سنوات، يمرّ اليوم في السويداء، وأنّ قطار الخراب والدمار والتهجير والتنكيل، لن يكون بعيداً عن هذه المحافظة الباسلة".
وتوعد العبود أبناء السويداء بسيناريوهات لا يمكن تصورها في حال بقيت الأمور مدفوعة بهذا الاتجاه، تماماً مثلما حصل مع في درعا.
من جانبه ادعى عراب المصالحات عمر رحمون أن الأهالي في السويداء يطلقون شعارات مستفزة تشبه شعارات داعش والنصرة، فضلاً عن الشتائم بحق الرموز الوطنية، في إشارة إلى بشار الأسد.
وأضاف أن "من يطالب بتحسين الوضع المعاشي يجب أن يسلك طرقاً محترمة ولا ينبغي أن يسير على خطا الفاشلين"، حسب تعبيره زاعماً أن حكومة أسد تعاني من حصار غربي خانق ونهب للثروات من قبل أمريكا وتركيا وأن التضخم موجود في كل دول العالم وليس مقتصراً على سوريا.
قبل أن يختتم منشوره ذلك بعبارة "لن يعود سيناريو 2011 إلا إذا أشرقت الشمس من الغرب" في تحدٍ واضح للمنتفضين ضد بشار الأسد.
وفي ذات السياق، هاجم الإعلامي الموالي رفيق لطف المحتجّين في السويداء، متهماً إياهم بالعمالة وواصفاً إياهم بـ "الحثالة" ودعا كذلك إلى استخدام القوة لقمعهم، وذلك خلال بث مباشر عبر صفحته على فيسبوك.
وكانت الصحيفة البعث شتمت في مقدمتها يوم أمس المشاركين بحراك السويداء، واتهمتهم بـ "الارتزاق وقبض المال من أمريكا وإسرائيل وأنهم يسعون لتقسيم البلاد إلى فيدراليات".
التعليقات (6)