استهزأت صحيفة البعث الناطقة الرسمية باسم الحزب الحاكم الذي ينتمي له بشار الأسد من أهالي السويداء مقللةً من شأنهم وشأن مطالبهم، زاعمة أنهم قلة يحاول الإعلام المتآمر تكثيرهم وإعطاءهم أكبر من حجمهم.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "ليست قيامة.. مجرد كَذَبة ودجالين": خلال عشرة أيام، سوف يمضي ملايين الطلاب السوريين إلى مدارسهم، إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد، وسوف يكون بانتظارهم مئات الآلاف من المعلمين. سيحدث ذلك هذا العام، كما كان يحدث طوال سنوت الحرب (...)، رغم كل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم كل محاولات التعمية والتزييف والتضليل، سوف نكون على موعد، كل يوم، مع «اعتيادية» الوضع، وسوف تبقى الشوارع السورية مزدحمة بالمارة، وسوف تبقى الأمور – كما هي دائماً – على أتم خير. لقد كان الأمر، وسيكون دائماً، مختلفاً تماماً عما تصوره وسائل الإعلام الغربية، وجوقة المهرجين الموتورين.
وأشارت إلى أن ما يحدث في السويداء "فرضيات مشبعة بوهم أن «الحراك»، أو «الحراكات» المنتظرة سوف تضع الحكومة في موقف حرج، وسوف تجد نفسها مدفوعة لمواجهة العنف بالعنف".
عملاء لأمريكا وأردوغان
ولم تكتف الصحيفة التي لم تحدث عن مظاهرات السويداء دون ذكر اسمها حتى مرة واحدة، بذلك، بل شتمت المشاركين بالحراك، رغم علم الجميع بانضمام مشايخ العقل المعروفين للمظاهرات، واتهمتهم بالارتزاق وقبض المال من أمريكا وإسرائيل وأنهم يسعون لتقسيم البلاد إلى فيدراليات.
وفي هذا الصدد قال كاتب الافتتاحية وهو رئيس تحرير الصحيفة بسام هاشم: كل ما في الأمر أن «الميليشيات» – إياها – ارتدت الزي المدني، وبدأت التهديد والوعيد نياية عما نصبت نفسها عنوة متحدثاً باسمهم، دون أي تفويض، وأنها تستطيع السيطرة على الشارع لبعض الوقت، مثل أي عصابات إجرامية يتحاشاها الأهالي، أو يلتم العابرون حولها بدافع من الفضول.
وأضاف أن هذا الحراك "يوفر للمحافظين الجدد المسار المطلوب للضغط من أجل «تغيير السلوك». لسوف تستخدم واشنطن «معتدليها الجدد» كبيادق لإنشاء محميات أو فيدراليات مرتبطة بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية، أو إطلاق «عصيانات».
ووصف المقال الاقتتاحي متظاهري السويداء أنهم ثوار فيسبوك، ساديون ومنحرفزن يمارسون البذاءة الكلامية ويمتهنون التحريض الرخيص.. جيل جديد من نفايات «القوة الناعمة» الذين تنحصر مهمتهم اليوم في التعويض – ما أمكن – عن خسائر أكثر من عقد من الخيبات الأمريكية والقطرية والأردوغانية (...) هل يصدق هؤلاء أنهم «مُحرّرون» لمجرد أن الدولارات تتسلل إلى أرصدتهم وحساباتهم من خارج العقوبات؟ وهل مثل هذا الحقد الأزعف والانحطاط الأخلاقي يجسد صورة «أنبياء» تحرير؟! أبداً.. تلك ليست قيامة، وأولئك مجرد كذَبة ودجالين.
وعيد وتحدٍّ
وختم هاشم في ختام مقاله بلهجة تحمل تهديد وتحدي للمتظاهرين الذين أسماهم ميليشيات وموتورين بقوله "إن عنوان هذه المرحلة وكل مرحلة فهو شخص السيد الرئيس بشار حافظ الأسد، ومؤسسة الجيش العربي السوري، ومصالح شعبنا العربي السوري المقاوم والصامد والأبي"، على حد تعبيره.
ولليوم الرابع على التوالي، تتواصل المظاهرات العارمة في السويداء بمشاركة مشايخ العقل، ولا يزال المحتجون يغلقون مداخل وطرقاً تؤدي إلى عدد من المدن والبلدات في السويداء، وذلك في إطار إضراب عام وعصيان مدني..
وطالب المحتجون برحيل رئيس عصابة المخدرات بشار أسد ونظامه، وسط إضرابات واعتصامات عمت المحافظة في أكثر من 40 نقطة.
وليست السويداء فقط، بل إن جميع مناطق سيطرة ميليشيا أسد بما فيها الساحل السوري تشهد حالة من الغليان الشعبي، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، والانهيار الاقتصادي والمستمر ورفض الأسد وعصابته الانخراط بأي حل سياسي ينهي المأساة التي سببها ولا يزال للسوريين منذ نحو 13 عاماً.
التعليقات (6)