أكدت صحيفة غربية أن زعيم عصابة المخدرات "بشار الأسد" يدرك جيداً أنه لا أحد من الدول يريد أن يستثمر في بقائه على الحكم، وأنه لا يزال معزولاً دولياً إضافة إلى أن الدول العربية وحلفاءه (إيران وروسيا) لن يدفعوا تكاليف إعادة إعمار بلاده من جديد.
وفي مقال لها ذكرت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية، أن الأسد لا يزال معزولاً ويعلم جيداً أن الدول لا ترغب ببقائه، ولا سيما في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي أوصل إليه البلاد، تزامناً مع تزايد الاحتجاجات الشعبية ضده مؤخراً (في إشارة إلى أحداث السويداء ودرعا).
وأشارت الصحيفة إلى أنّ مسألة عودة الأسد إلى الحضن العربي لن تنجح ولا سيما مع تمسّك الأخير بعلاقاته مع إيران، لافتة إلى أنّ الرّهان على نجاح عودته للجامعة العربية خاسر والأمل في استعادة الدفء العربي بالعلاقات معه يحتاج إلى التفكير مرة أخرى.
ولفتت "بوليتيكن" إلى أن القمة العربية التي انعقدت في شهر أيار الماضي رحبت بعودة الديكتاتور السوري بعد 12 عاماً من الحرب ومقتل مئات آلاف المدنيين وتشريد الملايين، مضيفة أن زعيم عصابة المخدرات كان يتوقع منح نظامه فرصة للتحرر من العزلة الدولية والحصار المفروض، لكن ذلك لم يحدث فلا تزال البلاد مدمرة وأكثر من نصف السكان مهجرين، على حين اختار الأسد أن يبقى معزولاً.
وتابعت الصحيفة الدنماركية، أن الأسد فاجأ الجميع بمطالبه، والتي تمثلت بعودته إلى المحيط العربي وإعادة فتح السفارات ورفع العقوبات الدولية عنه وخروج تركيا وأمريكا من سوريا، والسيطرة على إدلب وحل الحكم الذاتي في مناطق شمال شرق البلاد وبالمقابل لا يوجد أي تقدم من جهته أو وعود بحلّ الأوضاع.
وحول حلّ الأوضاع بسوريا، ذكرت "بوليتيكن" أنه رغم فتح بعض الدول العربية سفارتها في دمشق واستئناف السعودية والأردن لعلاقاتها مع الأسد إلا أن ذلك كله لا يكفي لكسر 12 سنة من العزلة، موضحة أن الدول العربية لا تستطيع فعل الكثير للأسد لأن العقوبات المفروضة عليه هي أمريكية وأوروبية، وهؤلاء يريدون حلاً سياسياً بالدرجة الأولى قبل حتى التفكير بإعادة الإعمار.
وبينت أن مساعي الدول العربية هدفها الأول هو وقف إنتاج وتصدير المخدرات التي يرسلها الأسد، لكنه برغم وعوده لهم لم يستطع إيقاف تهريب المخدرات بل صرح علانية في مقابلة تلفزيونية أنه غير مسؤول عن هذه الأمور، فيما أثبتت التحقيقات الدولية أن عائلته تتحكم بالكامل في تلك التجارة وتعتمد عليها في دعم اقتصاد البلاد.
عودة اللاجئين
وفيما يتعلق باللاجئين، أشارت الصحيفة إلى أن أقل من 10 % منهم عادوا إلى بلادهم، وأن مزاعم الاسد أنهم يخافون من الارهابيين لا يشمل في حديثه ميليشيات الحرس الثوري وحزب الله الذين ساعدوا الديكتاتور على الانتصار والاحتفاظ بالسلطة في دمشق.
وأردفت أن تركيا وأميركا ستبقيان في سوريا طالما بقيت روسيا وإيران أو غيرهما، مؤكدة أن طهران وموسكو بالرغم من أنهما ساعدتا في بقاء الاسد بالسلطة إلا أنهما غير مستعدتين لدفع أي مبلغ من أجل إعادة إعمار البلاد لذلك يراهن الأسد على دول الخليج العربي.
التعليقات (0)