ذكرت صحيفة "إندبندنت عربي" نقلاً عن مصادر "لم تسمها"، أن الأردن قد يطلب من الجانبين الأمريكي والروسي في المستقبل، تأمين مناطق عازلة ضمن المناطق الحدودية مع سوريا (الخاضعة لسيطرة نظام أسد) في حال استمر تهريب المخدرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير صحفية أمريكية تحدثت عن احتمال مشاركة الولايات المتحدة مع الأردن في حربه ضد المخدرات، لكن تحت مظلة التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، خصوصاً مع رصد الجيش الأردني أكثر من 160 شبكة في سوريا تعمل على تهريب المخدرات إلى دول الجوار.
الحرب ضد المخدرات
وقال المتخصص في الشأن العسكري اللواء السابق في الجيش الأردني مأمون أبو نوار للصحيفة، إن وجود مشاركة فعلية للقوات الأمريكية في الحرب ضد تهريب المخدرات عبر قاعدة "التنف" الموجودة على الأرض السورية، يمكن أن يسهم في ضربات استباقية استخبارية.
ورأى أبو نوار أن نظام الأسد لن يتوقف عن دعم تهريب المخدرات لأنه يوجّه من خلالها رسائل سياسية إلى دول الجوار والولايات المتحدة بهدف وقف عقوبات "قيصر" والحصول على دعم دولي لإعادة الإعمار.
وأكد أن ما يحدث هو "ابتزاز سياسي"، موضحاً أن الأردن في حاجة لدعم من حلفائه ولجهد دولي وإقليمي لأن مشكلة تهريب المخدرات من مناطق أسد لم تعد أردنية، بل طاولت أمن المنطقة كلها.
وفسر أبو نوار إلى أن مشاركة أمريكا في حرب بلاده ضد تهريب المخدرات يأتي امتداداً لاتفاق الدفاع المشترك بين واشنطن وعمان الذي وُقّع عام 2021، وينصّ على وجود قوات أمريكية على الأراضي الأردنية بهدف مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وتعزيز استقرار هذا البلد العربي.
وأردف أن "القوات الأميركية في الأردن موجودة في 12 قاعدة عسكرية، لكن أعتقد بأن مشاركة واشنطن في الحرب على الإرهاب والمخدرات ستكون من خلال تقديم معدّات متطورة للكشف المبكر عن شبكات التهريب وأدواتها، خاصة الطائرات المسيّرة والسيطرة عليها، إضافة إلى تدريبات وتمويلات مالية، أما توجيه ضربة عسكرية مباشرة، فهو مستبعد بسبب الوجود الإيراني وتعقيدات المشهد السوري".
وتصاعدت حرب المخدرات التي يخوضها الأردن ضد أباطرة التهريب من جانب مناطق أسد مع تطور نوعي لافت وخطر تمثّل في إسقاط الجيش الأردني طائرات مسيّرة عدة بعضُها يحمل متفجرات خلال الأيام الماضية.
التعليقات (6)