الثورة مستمرة ولا حلّ إلا بتنفيذ القرار 2254 ورحيل بشار الأسد

الثورة مستمرة ولا حلّ إلا بتنفيذ القرار 2254 ورحيل بشار الأسد

لم يكن مفاجئاً خروج الأهالي في السويداء ودرعا وغيرهما إلى الساحات وإعلان العصيان المدني، بل هو النتيجة الطبيعية لسد عصابة العائلة الحاكمة جميع أبواب الحل السياسي للكارثة التي ألحقتها بالسوريين، من خلال استمرارها بالحلول العسكرية لجميع الأزمات وتداعيات الحرب التي شنتها على الشعب طيلة السنوات الماضية.

إجراءات تلك العصابة الأخيرة التي أدت إلى انهيار الوضع المعيشي، سرّعت فقط من الانتفاضة الثانية بوجه النظام، فلم يهتف الأهالي ضد غلاء المحروقات أو مواد أخرى، بل كانت أولى هتافات الأهالي في السويداء عند إعلان العصيان المدني الأحد: عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد، وأولى الشعارات المطالبة بتنفيذ القرار 2254، الذي يعني تشكيل هيئة حكم انتقالي وانتخابات برعاية أممية ودستور جديد للبلاد، وأولى الرايات في مدن درعا مهد الثورة، كانت علمها الذي تمخّض بدماء السوريين منذ انطلاقتها قبل نحو 12 عاماً.

النظام وبدعم من إيران وروسيا راهن على أن الثورة في مناطق سيطرته لن تعود ثانية مهما كانت الإجراءات التي يتخذها بحق الأهالي، بعد القتل والتهجير الذي مارسه طيلة السنوات الماضية، متسلحاً بنصر زائف، اعتاش في انفصاله عن الواقع عليه، وأرضى غروره به، فتغول في ظلمه وعدوانه على الناس وأوصلهم إلى حافة المجاعة.

مراهنة النظام تلك قادته إلى خطأ إستراتيجي كحال جميع الأنظمة المستبدة، وهو أنّ أي ضغط خارجي عليه سيحوله إلى الأهالي، إذ إن إجراءاته الأخيرة برفع الدعم عن مواد أساسية، أصدرها بعد ساعات على إبلاغ لجنة الاتصال العربية التي تنفذ مساراً للحل السياسي يجمع المسارات المختلفة، وزير خارجيته بمطالب لتنفيذ بيان عمان المستند على القرار 2254، الذي سعى منذ صدوره قبل ثلاثة أشهر للتنصّل منه وعدم الاستجابة له، فكان هذا الخطأ بمثابة فقدان الأمل لدى الأهالي بإيجاد حل لكارثتهم، والشرارة التي أشعلت الاحتجاجات في السويداء ودرعا ومناطق أخرى. 

السويداء التي خرجت بمدنها وبلداتها إلى ساحة الكرامة أعلنت بكل وضوح أن لا حلّ إلا بتنفيذ القرار 2254 ورحيل بشار الأسد المسؤول الرئيس عن التجويع والقتل والتهجير، إذ للمرة الأولى نرى عدداً كبيراً بهذا الحجم سواء من حيث الحشود أو عدد المدن والبلدات والقرى التي استجابت بوقت واحد لدعوات الإضراب والعصيان المدني، في حين أعطى إصدار الرئاسة الدينية ممثلة بالشيخ حكمت الهجري بياناً داعماً للاحتجاجات شرعية دينية واجتماعية لها، إذ أكدت حق الناس بالاحتجاج وحذرت وبشكل لافت من استخدام الخارجين عن القانون والمدمنين "الشبيحة" لإيجاد فتنة بين المحتجين.

أهالي السويداء أكدوا استمرار العصيان المدني حتى رحيل النظام، والمحتجون وجهوا في هتافاتهم التحية للمحافظات السورية التي تشهد حراكاً بأشكال مختلفة، بينها دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج من فعاليات متعددة بينها حركة 10 آب ولا سيما في مدن الساحل ودمشق وريفها، ما ينبئ بانتفاضة شاملة لإسقاط النظام.

النظام أمام قوة الاحتجاجات حاول أن يظهر تماسكاً إزاء ما يحدث في السويداء ودرعا ولكن الحقيقة هو في حالة رعب ولا سيما مع الاحتقان في جميع المناطق وخشيته من انتشار الاحتجاجات خاصة في دمشق، إذ سمع الأهالي للمرة الأولى أصوات انفجارات شديدة في محيطها سرّب النظام من خلال وسائل إعلام مرتبطة به بأنها ناتجة عن تدريبات عسكرية، في حين بدأ بشار بإصدار مراسيم كتعديل فقرة في مرسوم سابق يتعلق بالتعليم، وأمور شكلية لا قيمة لها، للإيحاء بأنه رئيس وموجود.

وهاجمت وكالة الآن الإعلامية التي تتبع القصر الجمهوري الأهالي الذين خرجوا للاحتجاج في السويداء ووصفتهم بأنهم قلة قليلة، "على مبدأ النيف" الذي ساقه بشار بالنسبة للمظاهرات المليونية التي خرجت في سنوات الثورة  الأولى، وانتقدت الوكالة الحجة التي يقدمها شبان جبل العرب لعدم الالتحاق بالجيش وهي أنه ليس جيشاً وطنياً، مبررة الكارثة المعيشية بأنها عامة وقالت: الظلم إن عم فهو قمة العدل..!

عصابة العائلة الحاكمة أثبتت عجزها وضعفها، وهو ما أكدته احتجاجات الأهالي في السويداء ودرعا وهي تدرك أنهم يعبرون عن جميع السوريين، إذ إنّ جميع المناطق تغلي، والبلاد تتجه للفوضى والوضع أخطر من أي وقت مضى، ولا حل إلا أن يسارع بشار الأسد بإعلان القبول بتغييرات بموجب القرار 2254 وبشكل عاجل، فلا أمل لديه في الاستمرار بالحكم، فأنظار السوريين تتجه إلى ما حققته السويداء من نتائج، وزمام المبادرة خرجت من يد بشار.

التعليقات (1)

    سليمان ديوب

    ·منذ 8 أشهر 5 أيام
    قررر ولووو عيين ميين يرحل ابن انيسه حتى تتهبج خيات الطائفة وما يبقن ولا علوي واحد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات