رئيس سابق لحزب تركي معارض يحذّر من ترحيل السوريين لمناطق أسد (فيديو)

أعاد ناشطون أتراك على نطاق واسع تداول مقطع فيديو لأكاديمي ورئيس سابق لحزب تركي معارض، انتقد خلاله عمليات ترحيل السوريين التي ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، معتبراً أنه لا يمكن إجبار اللاجئين على العودة بشكل جماعي ولاسيما بعد المعلومات الأممية عن تعرّض العديد منهم للاعتقال والإخفاء القسري على يد ميليشيا أسد.

وفي لقاء سابق له مع موقع TR99، قال البروفيسور(أفق أوراس) عضو هيئة التدريس بجامعة إسطنبول والرئيس السابق لحزب اليسار الأخضر المعارض: إنه لا يوجد احتمال لإعادة السوريين بشكل جماعي إلى بلادهم، مؤكداً أن الأمر يجب أن يتم برضا اللاجئين أو النازحين الذين قدِموا عبر الحدود.

وأشار البروفيسور "أوراس" إلى أن اللجوء هو حق طبيعي لأي إنسان ولا يمكن أن يسلب منه، وأنه إذا حصلت أي عملية لعودة اللاجئين إلى سوريا فيجب أن تكون تحت حماية الأمم المتحدة (في إشارة ضمنية إلى رفضه ترحيلهم بالإجبار رغم امتلاكهم وثيقة الحماية المؤقتة).   
وبيّن السياسي السابق أن بعض اللاجئين تم إرساله إلى المناطق الآمنة نسبياً التي دخلها الجيش التركي شمال غرب سوريا، لكن من رجع إلى مناطق سيطرة الأسد بات مصيره مجهولاً ولا يُعرف عنه شيء، وهناك معلومات وأخبار تفيد بأنهم تم اعتقالهم وإخفاؤهم قسرياً.

وفيما يتعلق بسعي زعيم عصابة المخدرات "بشار الأسد" لإعادة اللاجئين، أكد البروفيسور التركي أن الأخير يتبع حالياً سياسة عدائية تجاه أنقرة، كما إنه لا يعتقد حصول مصالحة في المنظور القريب بين البلدين أو حتى اتفاق على عودة اللاجئين. 

وتابع "أوراس" حديثه للموقع التركي، أنه يتمنى عودة اللاجئين السوريين بسلام ولكن لا يوجد مثل هذا الاحتمال الآن (في إشارة إلى خطر العودة وما يجري بحقهم من انتهاكات تصل حد القتل والاغتصاب على يد ميليشيا أسد وحلفائه).

يذكر أن الأكاديمي والسياسي التركي "أفق أوراس" هو من مواليد إسطنبول 1959 ونال شهادة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعتها ثم عمل فيها مدرساً مساعداً لفترة، قبل أن يدخل لاحقاً مجال السياسة ويصبح نائباً في البرلمان عام 2007.

ويشتهر أوراس بدفاعه عن اللاجئين السوريين ضد الهجمة العنصرية الكبيرة التي تزامنت مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية والتي فاز فيها الرئيس رجب طيب أردوغان على نظيره زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.  

نموذج حلب

وقبل نحو أسبوع تداولت وسائل الاعلام التركية خطة جديدة للرئيس "أردوغان" أعلن من خلالها عن حزمة إجراءات جديدة بخصوص السوريين والمهاجرين.

وفي خبر له، قال موقع ahaber التركي: إن الرئيس رجب طيب أردوغان أصدر حزمة إجراءات جديدة بخصوص عودة اللاجئين السوريين ومكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحاً أن مناقشات تجري مع روسيا ونظام أسد لإنشاء مناطق آمنة في حلب تضمن عودة السوريين من تركيا إليها.

وأشار الموقع إلى أنه يتم إجراء دراسة متزامنة حول اللاجئين السوريين والمهاجرين غير الشرعيين تماشياً مع تعليمات الرئيس أردوغان، فيما من المخطط اعتماد ما سمّاه بـ"نموذج حلب" لعودة السوريين.

ولفت الموقع إلى أنه تم إنشاء آلية ثلاثية بين مقر حزب العدالة والتنمية وتشكيلاته ووزارة الداخلية بشأن عودة طالبي اللجوء ومكافحة الهجرة غير النظامية، وبفضل هذه الآلية، سيتم اتخاذ خطوات عملية وقانونية بسرعة.

ولعودة السوريين، لا بد من حل مشاكل السكن والتوظيف أولاً، ولهذا الغرض يتم بناء مساكن مشتركة مع قطر من أجل تأمين المأوى للعائدين، وأشار الموقع إلى أن أرباب العمل في الولايات المتاخمة لسوريا، وخاصة غازي عنتاب، يريدون توسيع تجارتهم وفتح أماكن عمل لهم في المناطق الآمنة، وعندما يتم ذلك، سيتم إحياء الحياة التجارية وسيتم خلق فرص العمل هناك.