فايننشال تايمز تكشف تفاصيل مفاوضات بين أمريكا وإيران تتعلق بروسيا

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن وجود مفاوضات بين واشنطن وطهران من أجل دفع الأخيرة إلى وقف بيع طائرات مسلحة بدون طيار إلى روسيا التي تستخدمها في حربها بأوكرانيا.

وقالت الصحيفة في تقرير اليوم إن الولايات المتحدة تضغط على إيران لوقف بيع طائرات مسلحة بدون طيار إلى روسيا كجزء من المناقشات حول "تفاهم غير مكتوب" أوسع نطاقاً بين واشنطن وطهران لتهدئة التوترات واحتواء أزمة نووية طويلة الأمد.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن أثارت القضية مع النظام الإيراني في محادثات غير مباشرة في قطر وعمان هذا العام، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين "لم تسمّهما" أن المناقشات جرت إلى جانب مفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى أدت إلى نقل طهران أربعة مواطنين إيرانيين أمريكيين من السجن إلى الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي.

وأوضحت أن أي تبادل ناجح للأسرى وأي اتفاقيات غير رسمية إضافية قد يمثل أول اختراق للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إيران بعد أكثر من عامين من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة مع النظام الذي يسعى من خلالها إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع القوى العالمية.

تخصيب اليورانيوم

ويأمل المفاوضون أن تؤدي المحادثات غير المباشرة إلى اتفاق الطرفين على إجراءات خفض التصعيد، وهذا يعني بالنسبة لإيران الموافقة على عدم تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 60 في المئة، وتحسين تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتعهد بعدم استهداف الأمريكيين، حسبما قال مسؤول إيراني وشخص آخر مطلع على المحادثات.

وقال المسؤول الإيراني إن واشنطن ستمتنع في المقابل عن فرض عقوبات جديدة في بعض المجالات، باستثناء تلك المتعلقة بحقوق الإنسان، ولن تراقب بشكل صارم العقوبات المفروضة بالفعل على مبيعات النفط.

وتريد إيران من الولايات المتحدة إقناع الحلفاء الأوروبيين بتخفيف الضغط عليها أيضاً، حيث يتعرض اقتصادها للاختناق بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة بعد أن تخلى الرئيس السابق دونالد ترامب عن الاتفاق النووي لعام 2015.

وبموجب اتفاق التبادل، ستطلق إيران سراح السجناء الأمريكيين الأربعة الذين تم نقلهم من سجن إيفين الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى أمريكي آخر قيد الإقامة الجبرية بالفعل بينما ستطلق الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين.

وستسمح واشنطن أيضاً لطهران بالوصول إلى 6 مليارات دولار من أموال النفط المجمدة الموجودة في كوريا الجنوبية.

ويحذر المحللون من أنه حتى لو وافقت إيران والولايات المتحدة على إجراءات خفض التصعيد، فإن القضية الأساسية المتعلقة بمعالجة الطموحات النووية لإيران تظل صعبة ومعقدة أكثر من أي وقت مضى.