لا يكاد يمرّ يوم في مناطق أسد وميليشياته دون أن يشهد حدوث جريمة قتل أو نهب أو اغتصاب، سببه الانفلات الأمني الحاصل في البلد وتسلط الشبيحة على المدنيين وابتزازهم، وارتكابهم بحقهم العديد من الجرائم دون خوف من قانون أو حذر من عقاب.
أقدم أمس عدد من طلاب جامعة الحواش الخاصة بريف حمص على ضرب شاب ينحدر من بلدة المزينة يدعى "مراد برصوم" 33 عاماً، على رأسه بشكل عنيف ما أسفر عن مقتله، وهروب الطلاب المعتدين جميعهم وتواريهم عن الأنظار.
وبحسب صفحات محلية فقد وقع الاعتداء جراء إشكال بين الطلاب مع الشاب المغدور، في حين فرضت ميليشيا أسد حظر التجوال على جميع طلاب الجامعة ومنعوا من التجول في القرى المحيطة بالإضافة إلى تعليق الدوام في الجامعة بدءاً من اليوم وحتى الجمعة القادم.
وزعمت صحيفة الوطن الموالية أن التحقيقات مستمرة وجارية للقبض على الفاعلين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، في حين اتخذ مجلس إدارة الجامعة قراراً بفصل الطلاب المتورطين فصلاً نهائياً وكل من يثبت تورطه لاحقاً.
إلى ذلك نشرت بعض الصفحات صوراً للطالب الذي اتهم بقتل (برصوم) مشيرة إلى أنه ينحدر من مدينة الرقة وقام بضرب المغدور على رأسه بحجر كبير، كما اعتبرت أن تلك الجريمة البشعة لا مبرر لها ويجب ألا تمر مرور الكرام على من ارتكبها (في إشارة إلى الجرائم السابقة التي تغاضت ميليشيا أسد عن مرتكبيها).
ورغم كل تلك الحقائق لم تعلّق ميليشيا أسد عبر مواقعها الرسمية على الحادث، ولم تشر إليه مطلقاً بل اكتفت بعض الصفحات الموالية لها بالادعاء أن التحقيقات فتحت وسينال المتورطون جزاءهم.
من جهتها انتقدت صفحة بلدة المزينة على فيسبوك ما يجري في البلد معتبرة أنه أصبح بلا قانون، قائلة: "إذا كان هناك دولة قانون في البلد والتي هي بعيدة كل البعد عنا، نريد أن نرى الإعدام للقاتل وشركائه على ارتكاب جريمة القتل العمد عن سابق إصرار وترصد للشاب مراد برصوم".
وفي الأثناء أصدرت جامعة الحواش الخاصة بياناً أكدت فيه حزنها على مقتل الشاب برصوم متقدمة بالعزاء لعائلته وزوجته، كما أكدت فيه متابعتها للقضية وملاحقة المتورطين قضائياً.
واتهم معلقون حكومة ميليشيا أسد بأنها السبب في تلك الأحداث، ولا سيما أن تلك الجامعات لا يدخلها إلا من لديه واسطة أو يدفع مبالغ ضخمة، حيث بالرغم من فشله في الجامعة تجده يتخرج منها بأعلى الدرجات في كل عام، في حين دعا بعض الشبيحة بأخذ الثأر للمغدور والانتقام له.
واعتبرت صفحة أخبار مصياف الموالية أن "دخول طلاب من أبناء حديثي النِعم والسُلطة إلى الجامعات الخاصة بأموال جُمعت من القطاع العام أو الأزمة أو الزلازل حتماً سيجعل منها مسرح جـريمة متكررة" (في اتهام علني لميليشيا أسد بأنها الراعي لمثل تلك الجرائم).
إلى ذلك ذكر ناشطون أن المقتول يعمل بميليشيا الدفاع الوطني التابعة لأسد كما أنه اليد اليمنى لللمدعو "بشر اليازجي" شبيح النظام وقائد الميليشيات بوادي النصارى والمتهم بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في حين ذكرت مواقع خبر هروبه إلى اوروبا مع ملايين الدولارات المسروقة عام 2016.
التعليقات (15)