قُتل شخصان في لبنان خلال اشتباكات اندلعت بين عناصر من حزب ميليشيا حزب الله اللبناني وأهالٍ من بلدة الكحالة الواقعة على الطريق الرئيسي بين دمشق وبيروت، إثر انقلاب شاحنة محملة بالأسلحة، وتتبع للميليشيا في البلدة، قبل أن تتدخّل قوة من الجيش اللبناني وتفرض طوقاً أمنياً في المنطقة.
شاحنة محملة بالذخائر
وقال الجيش اللبناني في بيان عبر منصة "إكس": "لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين".
وأضاف: "حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".
وذكر الجيش اللبناني أنه قام اليوم برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتجاهين، لافتاً إلى أنه يواصل متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.
بتاريخ ٩ / ٨ /٢٠٢٣، لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين. وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص. ٢/١ pic.twitter.com/ehvk5OWAat
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 10, 2023
إطلاق النار على الأهالي
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصدرين أمنيين قولهما، إن عنصراً من حزب الله وأحد سكان بلدة الكحالة التي تسكنها أغلبية مسيحية قُتلا في الاشتباك.
وأظهر مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام لبنانية الشاحنة بعد انقلابها على مفرق بلدة الكحالة، ومحاولة عدد من الأهالي الاقتراب نحوها للتأكد ما بداخلها، خاصة أنها كانت مغطاة بـ"شادر".
إلا أن عناصر حزب الله أطلقوا النار على الأهالي لمنعهم من الاقتراب من الشاحنة، الأمر الذي تطور إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين.
فيديو جديد للتوتر في #الكحالة بعد إنقلاب شاحنة قيلَ أنها مُحمّلة بالأسلحة لصالح "حزب الله"#lebanon24#لبنان pic.twitter.com/FFLNgxsmJA
— Lebanon 24 (@Lebanon24) August 9, 2023
وفي فيديو آخر متداول، يظهر لحظة مقتل أحد أبناء البلدة أثناء تبادل إطلاق النار مع عناصر الميليشيا.
#فيديو لحظة استشهاد فادي بجاني برصاص عناصر مليشيا حزب الله الارهابي.
— طوني بولس (@TonyBouloss) August 9, 2023
لولا شباب الكحالة الأبطال واستشهاد فادي لما كشفت الحقيقة، ولكانت الجهات الرسمية اخفت الحقيقة، واعلنت ان الشاحنة تحتوي على خضار وفاكهة. pic.twitter.com/2cuCxxbEvw
قتيل برصاص حزب الله
واتهم "حزب القوات اللبنانية" عناصر ميليشيا حزب الله الذين كانوا يرافقون الشاحنة بإطلاق النار على المدنيين، ما أدى إلى مقتل رجل قالت المصادر إنه مسيحي من سكان الكحالة.
وبحسب ما ذكرت الوكالة، فإن الضحية الذي قتل برصاص عناصر حزب الله هو فادي بجاني (64 عاماً).
وقال يوسف بجاني إنه حاول مع والده الاقتراب من الشاحنة بعد انقلابها، مشيراً إلى أن 3 مسلحين أطلقوا النار عليهما حين كانا على بعد متر واحد من الشاحنة، ما أدى إلى سقوط والده على الأرض، حيث لم يستطع سحبه إلا بعد 3 دقائق، بسبب كثافة الرصاص.
ووسط توتر وغضب الأهالي بعد مقتل "بجاني"، دقت أجراس الكنائس، وهرع السكان إلى المنطقة لمنع الرافعة من رفع الشاحنة قبل التعرف إلى محتوياتها.
إلى ذلك، أكدت ميليشيا حزب الله في بيان أن الشاحنة تابعة لها، دون أن تذكر أي تفاصيل عن الحمولة. وزعمت أن "ميليشيات" من المنطقة هاجمت الشاحنة بعد انقلابها، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر الترفيق ووفاته فيما بعد.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قد تابع مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ملابسات حادثة الكحالة، وطلب الإسراع في التحقيقات، داعياً الجميع إلى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات.
سنقاوم الاحتلال الإيراني
وإضافة إلى التوتر الأمني الذي سببه انقلاب الشاحنة، كانت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً للسياسيين في لبنان للتعليق على حادثة الكحالة.
وفي تأكيد أن حزب الله يهدد استقرار لبنان، كتب النائب أشرف ريفي عبر منصة "إكس": "سلاح حزب الله الميليشياوي بات الخطر الأول على السلم الأهلي والاستقرار".
وعبر ريفي عن تضامنه مع أبناء بلدة الكحالة: "كل التضامن مع الكحالة وأهلها، والرحمة للشهيد فادي بجاني الذي سقط في مواجهة سلاح الغدر، وندعو إلى التضامن الوطني في مواجهة هذا السلاح وهذا المشروع المدمّر. متضامنون، مسلمين ومسيحيين، وسنقاوم الإحتلال الإيراني".
سلاح حزب الله الميليشياوي بات الخطر الأول على السلم الأهلي والإستقرار.
— General Ashraf Rifi (@Ashraf_Rifi) August 10, 2023
كل التضامن مع الكحالة وأهلها، والرحمة للشهيد فادي بجاني الذي سقط في مواجهة سلاح الغدر، وندعو إلى التضامن الوطني في مواجهة هذا السلاح وهذا المشروع المدمّر.
متضامنون، مسلمين ومسيحيين، وسنقاوم الإحتلال الإيراني.
فيما دعا آخرون إلى التهدئة وعدم الانجرار وراء الفتنة، إذ كتب وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف عبر حسابه على "إكس":" لا للفتنة ولا لدعاة الفتنة، لن تكون حادثة الكحالة أداة في يد أحد لجرّ اللبنانيين الى الحرب".
وأضاف: "لن يشتعل حطب الفتنة وليحذر من يوقد النار، القصة ما عاد فيها مزح. أدعو اللبنانيين الى التحلي بالحكمة والهدوء وأدعو الجيش للتدخل الصارم حقنا للدماء".
لا للفتنة ولا لدعاة الفتنة، لن تكون حادثة الكحالة أداة في يد أحد لجرّ اللبنانيين الى الحرب. لن يشتعل حطب الفتنة وليحذر من يوقد النار، القصة ما عاد فيها مزح... أدعو اللبنانيين الى التحلي بالحكمة والهدوء وأدعو الجيش للتدخل الصارم حقنا للدماء.
— Yacoub Riad Sarraf (@yacoubriadsaraf) August 9, 2023
التعليقات (4)