رضخت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لابتزاز الحكومة اللبنانية بعد عام من رفضها تسليم بيانات اللاجئين، حيث أعلن وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب التوصل إلى اتفاق مع المفوّضية يقضي بتسليم بيانات جميع اللاجئين السوريين في لبنان إلى الحكومة.
وجاء الإعلان في ختام لقاء وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب بالمستشار العام للمفوّضية "لانس بارثولوميوز"، ورئيس خدمة البيانات العالمية فولكر شيميل، بمقرّ وزارة الخارجية بالعاصمة بيروت، حسب بيان صادر عن الخارجية اللبنانية.
ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن "بوحبيب"، أن الاتفاق يأتي بعد مسار طويل من التفاوض مع مفوضيّة الأمم المتحدة "UNHCR" بدأ منذ عام، مشيراً إلى أن هذه المرحلة كانت شاقّة، وأن الاتفاق يخدم مصلحة الطرفين اللبناني والأممي.
وأكد المستشار العام للمفوّضية "لانس بارثولوميوز" أن "الاتفاقية المبرمة مع الحكومة اللبنانية تتوافق مع المعايير العالمية لحماية البيانات، مشيراً إلى "تعهد الحكومة اللبنانية بعدم استخدام أي بيانات تتم مشاركتها لأغراض تتعارض مع القانون الدولي".
مخاوف من تسريب معلومات معارضين لنظام أسد
وكانت الحكومة اللبنانية طالبت بوقت سابق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسليمها "بيانات اللاجئين السوريين" المقيمين على أراضيها، إلا أن المفوضية رفضت على اعتبارها معلومات سرية من جهة، ولحماية معارضين لنظام أسد وضباط منشقين موجودين على أراضيها من جهة أخرى.
وبحسب الأمن العام اللبناني، فإن عدد اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية وصل إلى نحو مليونين، إلا أن معظمهم لا يملكون أوراقاً نظامية، ويمتلك 880 ألفاً منهم وثائق نظامية مسجلة لدى المفوضية.
وشهد لبنان خلال الأشهر الماضية حملة موسعة لترحيل اللاجئين السوريين من أراضيه وفق سياسة جديدة للحكومة اللبنانية، حيث زار وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين دمشق، والتقى عدداً من المسؤولين في حكومة أسد، مؤكداً تجاوبهم لاستقبال 180 ألف لاجئ كمرحلة أولى.
وفي شهر نيسان الماضي، أفادت مصادر من اللاجئين السوريين في لبنان لأورينت نت، أن الجيش اللبناني اعتقل نحو 400 لاجئ سوري من مناطق لالا وبعلول والقرعون في البقاع الغربي، مشيرة إلى الأجهزة الأمنية اعتقلت أيضاً عائلة سورية مؤلفة من 6 أشخاص، تنحدر من بلدة كنصفرة بريف إدلب، ونقلتها إلى الحدود تمهيداً لترحيلها إلى مناطق ميليشيا أسد.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت بوقت سابق إعادة الحكومة اللبنانية 168 لاجئاً سورياً خلال نيسان الجاري، مشيرة إلى أن نظام أسد والميليشيات الإيرانية يشكلون تهديداً جدّياً على حياة اللاجئين المُعادين قسرياً.
التعليقات (0)