كشفت وثيقة مسرّبة الطريقة التي يتعامل فيها الشبيحة والمحسوبون على نظام أسد مع كل من يحاول ضبط عمليات الفساد، حيث تعتبر هذه الوثيقة صورة مصغّرة عن الأسلوب الذي تدار فيه سوريا منذ استلام عائلة أسد للسلطة.
والوثيقة هي عبارة عن كتاب (شكوى) تم توجيهه إلى معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة أسد من قبل موظفين بنفس الوزارة تتعلق بتعرّضهم للتهديد من قبل شخص مقرّب من النظام لمنعهم من كتابة مخالفة لإحدى الكازيات بدمشق.
وجاء في الوثيقة الآتي: "بتاريخ 2/8/2023 وبناء على المهمة الموكلة من قبل الوزارة توجهنا إلى محطات الوقود (شام) على أوستراد الفيحاء في دمشق وتم تنظيم ضبط مخالفة بسبب النقص بكيل مادة البنزين على المضخة الحكومية بكمية 2.35 لتر، وتم سحب عينة خالية الرصاص من المحطة".
مصيبة كبيرة
وذكر مقدمو الشكوى أنه بعد كتابة الضبط، وردهم اتصال من (اللص) صبحي عباس الذي اتصل بأحد عمّال المحطة من أجل تمرير الهاتف إلى عنصر من عناصر الدورية ليقوم عباس بتهديدهم على اعتبار أن هذه المحطة هي ملك عضو مجلس الشعب عمار الأسد ولرئيس اتحاد العمال في سوريا جمال القادري وأنه في حال تم تنظيم ضبط بالمخالفة سوف تحصل مصيبة كبيرة.
ونشر الكاتب والمعارض السوري أيمن عبد النور الوثيقة على صفحته الشخصية بـ "فيسبوك" مرفقة بتعليق: "نعم يا سادة هذه هي سوريا الأسد وهكذا كانت تدار الأمور في سوريا لمدة نصف قرن.. المعادلة السورية تقوم على مبدأ : قدّم ولاءك للقيادة ومارس فسادك بالطريقة التي تريدها.. إنها عائلة أسست نظام الفساد والإفساد مقابل الولاء والتأليه.. هل كنا عايشين؟".
ملخص هذا الكتاب الموجه الى معاون وزير التجارة الداخلية هو التالي :
— Ayman Abdel Nour (@aabnour) August 8, 2023
جاءت شكوى الى وزراة التجارة الداخلية على احدى محطات الوقود في دمشق ( محطة شام على استراد الفيحاء ) حيث تم ارسال دورية تموينية الى المحطة و قامت بتنظيم ضبط لمخالفتها بكمية المكيال و بعد ان تم كتابة الضبط جاء اتصال… pic.twitter.com/rR2jfayYgU
لا شك أن منظومة الفساد لدى نظام الأسد عبارة عن سلسلة متكاملة، تبدأ بأعلى المستويات والرتب لتنتهي بأصغرها، وتختار هذه المنظومة عناصرها بدقة متناهية من ترشيحات أجهزة المخابرات وحزب البعث الفاسد.
التعليقات (8)