نصفهم من الأطفال.. اليونيسيف: أكثر من 15 مليون سوري بحاجة للمساعدات الإنسانية

نشرت منظمة اليونيسيف تقريراً تناول الوضع الإنساني في عموم مناطق سوريا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، داعية إلى استمرار وصول المساعدات إلى شمال غرب سوريا لتقديم المساعدة في سبيل إنقاذ حياة الأطفال، ووقف الهجمات ضدهم وعلى البنية التحتية المدنية الحيوية.

وقالت المنظمة في التقرير إنها وصلت إلى أكثر من 6.8 مليون شخص خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023 ، بما في ذلك 1.9 مليون فتاة و 1.7 مليون فتى.

وأشارت إلى أن الزلزال الذي ضرب سوريا في شباط الماضي، تسبّب في أضرار جسيمة في الشمال السوري وفاقم من معاناة الأطفال وأسرهم، موضحاً أن ما يقرب من 70 في المائة (15.3 مليون شخص) من السكان بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. 

ووفق المنظمة، فإنه منذ بداية تفشي الكوليرا في سبتمبر 2022، تم الإبلاغ عن 157196 حالة مشتبه بها، بما في ذلك 104 حالة وفاة مرتبطة بها، فيما لا يزال سكان المخيمات الذين يعانون من محدودية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة معرضين بشكل خاص للإصابة بهذا المرض. 

وفي عام 2023، طالبت اليونيسف بـ468.5 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى 7.8 مليون شخص (بما في ذلك 5 ملايين طفل) في جميع أنحاء سوريا وفقاً للعمل الإنساني من أجل الأطفال.

وذكرت أن أكثر من ثلثي السكان بحاجة إلى المساعدة بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، واستمرار الأعمال العدائية المحلية، والنزوح الجماعي، والبنية التحتية العامة المدمرة، وآثار الزلازل، مبينة أن من بين المحتاجين البالغ عددهم 15.3 مليون شخص، هناك 4.5 مليون امرأة و7 ملايين طفل (منهم 3.2 مليون فتاة) و2.6 مليون شخص من ذوي الإعاقة و5.3 مليون نازح داخلياً.

وأكدت المنظمة أن شدة الاحتياجات الإنسانية في سوريا تفاقمت بسبب الزلازل المتعددة التي ضربت أجزاء من سوريا وتركيا في فبراير 2023، حيث قُتل ما يقرب من 6000 شخص، بمن فيهم الأطفال، وأصيب أكثر من 12000 في جميع أنحاء سوريا.

وفي شمال غرب سوريا، دعمت اليونيسف حملات لقاح الكوليرا الفموي لأكثر من مليون شخص، بما في ذلك الأسر المتضررة من الزلزال، فيما جاء تفشي المرض نتيجة التدمير الواسع النطاق للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، والأزمة الاقتصادية، وانقطاع الكهرباء، والجفاف، والمعرفة المحدودة بالسلوك والممارسات الوقائية الفعالة من الكوليرا. 

وحول الوضع الاجتماعي والاقتصادي، قالت المنظمة في التقرير إن تسعين في المئة من الأسر تعيش في فقر و55 في المئة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، فيما بلغ متوسط سعر سلة الغذاء المرجعية القياسية لبرنامج الأغذية العالمي في مايو 2023، 529،946 ليرة سورية (81.13 دولاراً أمريكياً بسعر الصرف الرسمي 6532 ليرة سورية).

وشدّد التقرير على أن الحماية الاجتماعية والمساعدة النقدية أيضاً تتطلب تمويلًا عاجلاً، في سياق يستمر فيه الوضع الاجتماعي والاقتصادي في التدهور. وحيث تحتاج العائلات، ولا سيما أسر الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة، إلى مساعدة فورية لدعم سبل عيشهم ومساعدتهم على التعامل مع الوضع الاقتصادي الكارثي.