اعتقلت السلطات الألمانية أحد عناصر شبيحة أسد الذين ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وذلك بعد صدور مذكرة توقيف بحقه من قبل مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني.
وقال المكتب في بيان إن الشرطة الجنائية الفيدرالية اعتقلت السوري "أحمد. ح" في مدينة بريمن، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من خلال التعذيب والاسترقاق.
اعتقال وابتزاز واسترقاق
وأوضح البيان أن المعتقل عمل بين عامي 2012 و2015 كقائد محلي لـ"الشبيحة" في ميليشيا الدفاع الوطني التابعة لمخابرات أسد في حي التضامن الدمشقي.
وأشار إلى أن الشبيحة في حي التضامن اعتقلوا أشخاصاً لابتزازهم وإجبارهم على العمل بالسخرة أو لتعذيبهم، إضافةً إلى تعفيش منازل المدنيين وبيعها.
وتضمنت مذكرة الاعتقال أيضاً أن "أحمد. ه" شارك شخصياً في الاعتداء على مدنيين، كما كان من بين مجموعة عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني الذين اعتقلوا 25 إلى 30 شخصاً على حاجز تفتيش في حي التضامن، وأجبروهم على نقل أكياس رمل إلى خط المواجهة القريب.
"التريكس"
وقال "المركز السوري للعدالة والمساءلة" في بيان إن اعتقال "أحمد. ح" الملقب بـ"التريكس" تم بناءً على تحقيق ومعلومات قدّمها المركز للسلطات الألمانية.
وبيّن المركز أنه في أيار/مايو 2020، تلقى إفادة من أحد الشهود بأن أحد مرتكبي الجرائم في حي التضامن يقيم في ألمانيا بعد حصوله على اللجوء فيها.
وذكر المركز أنه أجرى تحقيقاً مفتوح المصدر، ونجح بالعثور على شاهدين ذوي صلة وجمع شهادتيهما، وتقدّم ببلاغ للسلطات الألمانية في عام 2022 عن "أحمد. ح"، لافتاً إلى أنه تمكن من الحصول على أدلة مصورة (فيديو) تظهر مشاركة "أحمد. ح" في الانتهاكات.
شارك بارتكاب مجزرة التضامن
إلى ذلك، قال رئيس المركز السوري للدراسات القانونية أنور البني لـ "أورينت"، إن المتهم الذي تم اعتقاله هو أحد عناصر الشبيحة في حي التضامن الذين كانوا يتبعون لميليشيا الأمن العسكري.
وأشار البني إلى أن "أحمد. ح" هو أحد عناصر مجموعات الشبيحة التي شاركت في تنفيذ مجزرة التضامن، كما إنه صديق لأمجد يوسف الذي ظهر في فيديو مجزرة التضامن.
وأفاد البني بأنه بعد ظهور فيديو مجزرة التضامن، تم الكشف أن "أحمد. ح" كان ضمن المجموعات التي ارتكبت المجزرة، وتم التعرف عليه من بعض الشهود.
وأشار إلى أن المتهم كان يعذّب المعتقلين في مركز الاعتقال بحي التضامن ويجبرهم على العمل في السخرة بحفر الأنفاق أو رفع السواتر، وبعد تعذيبهم يسلمهم إلى ميليشيا الأمن العسكري.
وكان المركز السوري للدراسات القانونية قد ساعد بإيصال الشهود إلى الادعاء الألماني، وعمل على القضية منذ نحو عام ونصف حتى تم إلقاء القبض على المتهم.
وأوضح البني أنه سيتم التحقيق مع المتهم وبعدها ستوجّه التهم له، ومن ثم يحال إلى المحكمة، حيث سيحاكم علنياً.
وسبق أن قامت السلطات الألمانية بإلقاء القبض على ضباط وعناصر من ميليشيا أسد ومحاكمتهم لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، ومن بينهم محاكمة الشبيح "موفق دواه"، والطبيب "علاء موسى"، والعقيد السابق "أنور رسلان"، وعنصر الاستخبارات السابق "إياد الغريب".
التعليقات (5)