أثارت شركة الاتصالات الوحيدة العاملة بمناطق سيطرة قسد والتابعة لها استياءً شعبياً بين المستخدمين بعد أن فرضت عليهم تطبيقاً خاصاً يطلب منهم كافة معلوماتهم الشخصية كما يطلب الوصول إلى كافة محتويات الهاتف كجهات الاتصال وذاكرة الهاتف وحتى الوسائط.
بداية الأزمة كانت بعد أن أعلنت الشركة عن تطبيق جديد خاص بخدماتها يحمل اسم ANA قبل أن تطلب في 10 من حزيران الجاري وعلى صفحتها الرسمية من جميع المستخدمين تثبيت التطبيق والتسجيل به.
وقالت إن التسجيل سيكون متاحاً عبر الشبكة حتى نهاية شهر تموز، بعدها سيتوجب على المستخدمين زيارة مراكز خدمة العملاء، محذرة من أنه في حال عدم التسجيل في التطبيق قبل نهاية الشهر الثامن سيتم تعليق الخط تلقائياً.
البطاقة الشخصية والموقع والوسائط
ورصدت أورينت مطالبة الشركة من العملاء إرسال صورة بطاقاتهم الشخصية وصور شخصية لهم من أجل تفعيل التطبيق الذي لا يمكن استخدام خدمات الشركة بدونه.
وفي تعميم آخر، طالبت الشركة كافة مستخدمي خطوط Rcell الذين حصلوا على الشرائح من نقاط بيع خارج مراكز خدمة العملاء زيارة مراكزها لتأكيد بياناتهم لتجنّب إيقاف الشريحة.
وحاولت الشركة الترويج لتطبيقها، داعية في أحد المنشورات المستخدمين إلى حماية بياناتهم الشخصية عن طريق التسجيل في تطبيق ANA.
غير أن المستخدمين لاحظوا عند تثبيت التطبيق أنه يطلب صلاحيات الوصول إلى موقع وجهات الاتصال والكاميرا والوسائط رغم أنه ليس تطبيقاً للدردشة أو للتواصل الاجتماعي.
ونتيجة لذلك أطلق عدد من الأهالي حملة لمقاطعة الشركة عبر هاشتاغ "آرسيل تنتهك خصوصيتنا قاطعوها" لتعمدها انتهاك خصوصياتهم بشكل غير قانوني لأغراض استخبارية حسب تقديرات معظمهم.
وفي محاولة لتبرير ذلك الانتهاك، نفت الشركة صحة ما يتم تداوله بخصوص أن تطبيق ANA يقوم بجمع معلومات المستخدمين، زاعمة أن الشروط والقيود الموجودة على التطبيق تم ترجمتها بطريقة تلقائية من التطبيق، ما أحدث خطأ في صيغة النصوص ودفعها لإزالتها تمهيداً لإعادتها بعد إجراء التعديلات اللازمة، وذلك رغم أن النسخة الإنكليزية ما زالت تطلب نفس الشروط.
وفي تناقض واضح مع نفيها، قدمت الشركة تبريرات لطلبها الوصول إلى الموقع الجغرافي وجهات الاتصال والوسائط الخاصة بالمستخدمين، مدّعية أن عروض تطبيقاتها الخاص بالدردشة تتطلب تلك المعلومات.
عاجزة عن حماية نفسها من الاختراق
وتعقيباً على انتهاك الشركة لخصوصية المشتركين بهذه الطريقة قال المحامي علي اسكان إنه من الناحية القانونية فإن جميع إجراءات شركة Rcell وتطبيق ANA هي انتهاك للخصوصية ولغرض التجسس على المشتركين.
وأبدى المحامي المقيم في الحسكة استغرابه وسخريته من الشركة التي تعرّض حسابها للتهكير منذ فترة وتدّعي قدرتها حماية خصوصيات الناس، مضيفاً في منشور عبر حسابه على فيسبوك أن المستخدمين قد يجدون على سبيل المثال أن أحداً ما قد ينتحل شخصياتهم ويحصل على قروض بأسمائهم، ولا سيما أن البيانات التي تطلبها الشركة تتضمن بطاقة الهوية.
وللمفارقة يتجنب كوادر "ب ي د" وقسد استخدام خطوط شركة Rcell بسبب ضعفها من الناحية الأمنية، حيث كانت قد أصدرت الميليشيا تعميماً بتاريخ 03 آب 2022 يطالب العناصر بعدم استخدام الهواتف المحمولة بعد تكرار عمليات الاستهداف التركية لقياديين بقسد.
وبحسب مصادر خاصة في ميليشيا قسد، يعتمد كوادرها على خطوط هاتفية تتبع شركة سيريتل أما القادة فيستخدمون هواتف خاصة تقدم خدمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، كهاتف الثريا.
يشار إلى أن ميلشيا قسد منحت في آب 2016 شركة (Rcell) عقداً لتوفير خدمات الإنترنت في مناطق سيطرتها لمدة 20 عاماً.
التعليقات (1)