تمتاز محافظة درعا بالزراعات الصيفية الحقلية وتعدّ السلة الغذائية التي تدعم العاصمة دمشق بالخضروات والفواكه من البندورة والبطيخ وغيره، إلا أن واقع الزراعة بهذه الأيام اصطدم بكثير من المعوقات من غلاء المواد الأساسية اللازمة إلى انهيار الليرة المتسارع والوضع الأمني المزري في المحافظة الذي جعل الفلاحين يعانون الأمرّين.
أسعار مجحفة لا تغطي التكاليف
وقال المزارع فادي الجرادات من ريف درعا الشرقي لموقع أورينت نت، إن أسعار أصناف الخضار الرئيسية التي تنتجه المحافظة" البندورة والخيار والبطاطا والبصل والكوسا " تعدّ منخفضة جداً قياساً بتكلفة الإنتاج، موضحاً أن سعر كيلو البندورة من الأرض 1000 ليرة والبطاطا بـ1500 والبصل 2200 والخيار 1900 والباذنجان والكوسا بـ 1300 بينما كيلو البطيخ بـ 450 ليرة وهذه أسعار مجحفة لا تساوي ربع قيمة التكلفة الفعلية.
وأضاف أن أسعار الأسمدة والمبيدات اللازمة للأراضي ليست مرتبطة بالليرة السورية، حيث إن التجار لا يقبلون بيع الأسمدة والمبيدات إلا بسعر الدولار الأمريكي، فالفلاح يشتري الأسمدة بالتحديث الأخير لسعر الصرف ويبيع نتاجه من الخضار والفواكه بأبخس الأثمان .
وذكر أن عدم توفر المحروقات بالكميات الكافية والتقنين الكهربائي يعدّ من أبرز معاناة المزارعين في درعا، حيث إن حكومة أسد لا تقدّم سوى كميات قليلة من المازوت لا تكفي سوى 25 بالمئة من احتياجات المزارعين.
وأوضح أن تكلفة زراعة الدونم الواحد من محصول البطاطا تساوي 14 مليون ليرة سورية ودونم الخيار12 مليون ليرة، وتزداد هذه التكلفة بشكل مستمر بسبب الانهيار المستمر لليرة السورية.
معاناة النقل
من جانبه تحدّث ممدوح أبو السعود مزارع من بلدة الحارّة عن معاناة ثانية للفلاحين لا تقل أهمية وهي ارتفاع أسعار نقل الإنتاج الزراعي من الأراضي بالأرياف إلى الأسواق المحلية بدرعا ومنه إلى السوق المركزي في دمشق "الزبلطاني".
وقال إن سعر تكلفة الطن الواحد من درعا لسوق الهال بدمشق يزيد عن أربعين ألف ليرة وبمعادلة حسابية فإن سيارة نقل محملة بـ 5 أطنان من الخضار والفواكه تكلف 200 ألف ليرة سورية أجار نقل نتيجة غلاء أسعار الوقود.
تأثير الإجراءات العسكرية
بدوره قال الناشط عثمان أبازيد إن العمليات العسكرية التي تشنها ميليشيا أسد بين الفترة والثانية وكذلك التسويات الأمنية التي تُفرض على بلدات ومدن ريف درعا تؤثر كثيراً على عملية الزراعة وكثيراً ما تؤدي لاتلاف محاصيلهم، حيث تقوم الميليشيات بنصب حواجز جديدة في المنطقة وملاحقة المطلوبين من الشبان الذين هم عماد العمل بالزراعة.
وذكر أن ميليشيا أسد عبر الفرقة الرابعة شنت في تموز الجاري حملة أمنية طالت الأراضي الزراعية الممتدة من اليادودة إلى طفس، وتضم آلاف الهكتارات من الأراضي الخصبة التي كانت في قمة عطائها من المحاصيل، لكن الفلاحين خسروا إنتاجهم الذي يساوي مئات ملايين من الليرات السورية.
وأضاف أنه ليست فقط طفس واليادودة فهناك بلدات تْسيل ومحجّة والمليحة الغربية والصنمين دائماً ما تشهد مناوشات وعمليات عسكرية وملاحقات تؤدي لفقدان الفلاحين لمزروعاتهم وتكبدهم خسائر باهظة.
غياب العمالة
بدوره قال ياسين المحاميد من ريف درعا الغربي إن المزارعين أيضاً يعانون من صعوبة إيجاد عمال مياومة لقطاف المحاصيل الصيفية التي تُقطف بشكل متكرر "الخيار- البندورة – الكوسا- والباذنجان" والسبب هو تهجير وسفر الكثير من شبان مدينة درعا تجاه الشمال السوري ودول الجوار نتيجة الواقع الأمني المزري الذي تفرضه ميليشيا أسد.
يذكر أن ميليشيا أسد حوّلت محافظة درعا إلى ثكنة عسكرية ومنطقة لنقل وتهريب المخدرات لدول الجوار والخليج وهجّرت معظم شبان المحافظة، ما أدى لتدهور الزراعة كما باقي القطاعات.
التعليقات (0)