"النقد مقابل العمل".. مشاريع لمساعدة العائلات بالشمال السوري على تأمين احتياجاتهم اليومية

"النقد مقابل العمل".. مشاريع لمساعدة العائلات بالشمال السوري على تأمين احتياجاتهم اليومية

بغية تحسين الظروف المعيشية للنازحين والمقيمين وزيادة دخلهم، قامت بعض المنظمات الإنسانية العاملة بالشمال السوري باستحداث مشاريع النقد مقابل العمل، وتقدم بموجبها للمستفيدين مبالغ نقدية مقابل تنفيذ أنواع مختلفة من الأعمال العامة والمهن ضمن مجتمعاتهم، كجني المحاصيل وتخطيط الطرق وإنشاء الأرصفة وإعادة تأهيل الخيام وإصلاح الآبار وخزانات المياه.

من هذه المشاريع ما قامت به منظمة (مسرّات) من تقديم مشروع النقد مقابل العمل عبر مشروع دعم قطاع الزراعة في مدن كللي وكفتين حفسرجة بريف إدلب، حيث تضمّن المشروع التعاقد مع عمال جلّهم من النساء للعمل في جني الخضار مقابل أجر، الأمر الذي ساهم في التقليل من نفقات الفلاحين وتحسين مردود المحاصيل.

وقال المهندس عبد المجيد حسون مشرف مشروع النقد مقابل العمل في المنظمة إن المشروع يعود بالنفع على الطرفين، الطرف الأول هم العمال الذين يتقاضون أجراً يومياً قدره 7 دولار أو ما يعادلها بالليرة التركية مقابل خمس ساعات عمل، والطرف الآخر هم المزارعون الذين يعانون من ضيق الأراضي الزراعية وغلاء الأسمدة والبذور وتقلبات المناخ إضافة إلى استئجار الأراضي الزراعية التي تثقل كاهلهم.

وأشار الحسون إلى أن هذه المشاريع المخصصة لدعم الزراعة تعمل على تحسين مستوى الأمن الغذائي في الشمال السوري الذي تضرر بشكل كبير في الآونة الأخيرة لأسباب معروفة.

استفادت مئة سيدة

بدوره، المزارع عبد الله العلي أحد المستفيدين من المشروع يقول إنه سمع بأن إحدى المنظمات تقدم عمالة مجانية لجني محاصيل الخصار، وذهب إلى المجلس المحلي ليسجل اسمه وفعلاً كل يوم صباحاً تحضر ورشة من العمال تساعده في قطف الثمار وفرزها وإعدادها للبيع.

وأوضح العلي "كنت قد استأجرت أرضاً مساحتها بحدود 40 دونماً وزرعتها كلها خضاراً صيفية، ولا أستطيع أنا وأسرتي جني محصول كل هذه المساحة، ولكن هذا المشروع (النقد مقابل العمل) وفّر عليّ الكثير من النفقات".

واستفادت من هذا المشروع ما يقرب من مئة سيدة معظمهن أرامل أو نازحات ومعيلات لأسرهن، حيث وجدن في المشروع دخلاً يومياً يساعدهن في تأمين متطلبات الحياة الأساسية.

مشروع تعبيد وصيانة الطرق

ومن مشاريع النقد مقابل العمل أيضاً ما أقدمت عليه مؤسسة "بناء"، والتي أطلقت مشروع تعبيد وصيانة الطرق في الشمال السوري، وذلك بهدف تحسين ظروف المعيشة والتنقل ضمن مخيمات الشمال، حيث استعانت المؤسسة بـ 314 عاملاً من أهالي المنطقة لتخطيط الطرقات ورصف قنوات مطرية وتركيب اللافتات الطرقية.

في السياق ذاته، قامت منظمة "تكافل الشام الخيرية" بتنفيذ مشروع النقد مقابل العمل وأطلقت عليه تسمية (بلسم) في مدينة معرتمصرين شمال إدلب، وتضمن المشروع إعادة تأهيل عدد من الأسواق والطرقات كاستجابة لمخلفات الزلزال الذي ضرب المنطقة مؤخرا، ومن أجل تنشيط الحركة التجارية في المدينة حسب ما أوضح مسؤولو المنظمة.

كما قامت ذات المنظمة بأعمال الصيانة لخمسين صفاً دراسياً ضمن خمس مدارس في نفس المدينة، وبذلك استفاد من يزيد عن خمسين شخص من المشروع والذي استمر على مدار شهور ثلاثة بمعدل 66  يوم عمل.

من جهتها كانت منظمة (SARD) قد أعلنت عن فتح باب التسجيل لمشروع النقد مقابل العمل ومنح 20 فرصة عمل مؤقتة للذكور والإناث مدتها شهران، وبراتب شهري 150 دولاراً، وذلك بغية تأهيل مشاريع البنى التحتية المتضررة من الزلزال التي تشمل تأهيل مشروع الصرف الصحي في مدينة سرمدا.

ويرى المهندس الزراعي ناظم الخلف أن النقد مقابل العمل من أفضل المشاريع التي تنفذها المنظمات، التي ينبغي تعميمها على المجال الزراعي وذلك لتطوير المردود الزراعي ومساعدة المزارعين الذين فقدوا أراضيهم، إضافة إلى تشغيل شريحة واسعة من النساء المعيلات والقادرات على العمل في هذا المجال، ويتطلب تعميم هذه المشاريع دراسة للأراضي والمزروعات وتقدير العائد الربحي بحيث يغطي المشروع استمراريته بعد مدة والاستغناء عن دعم المنظمات. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات