يصطدم السوريون الحاصلون على إقامة ألمانية بعدة عوائق أثناء عملية لمّ شمل أسرهم من مناطق نظام أسد، منها الابتزاز من أجل الحصول على شهادة مستوى مبتدئ باللغة الألمانية من معهد غوته في بيروت الذي ألغى التسجيل إلكترونياً وطلب من صاحب العلاقة الحضور شخصياً بعد الحصول على موافقة أمنية من السلطات اللبنانية من أجل التسجيل بالمعهد الذي رفع رسومه من 160 دولاراً إلى 350 وقد تصل أيضاً إلى 600 دولار.
كل شي قابل للشراء
وقال محمد الحسين المقيم في ألمانيا لأورينت نت إنه بعد إلغاء الحجز الإلكتروني أخبرته زوجته في دمشق بأن عليها التسجيل في معهد غوته في بيروت وهي تعرف سيدة تمكنت من التسجيل عن طريق أحد المكاتب بدمشق.
وأضاف أنه بعد الحصول على رقم المكتب تواصلت زوجته مع شخص يدعى أبو جعفر وهو معروف لدى الناس بأنه معقّب معاملات ولكنه في الحقيقة هو ضابط لدى نظام أسد ولديه مكتب يديره محامٍ لاستخراج الأوراق الثبوتية وجوازات السفر كما لديه علاقات مع معهد غوته والعاملين في السفارة الألمانية في بيروت.
وتابع: اتفقنا مع أبو جعفر على دفع رسوم التسجيل وهي 250 دولاراً حيث حوّلت المال عن طريق أشخاص يعملون في هذا المجال، وبعد حصولي على موعد التسجيل، طلب أبو جعفر إكراميات للشباب في معهد غوته ولديه في المكتب 50 دولاراً، كما إنه عرض علي النجاح بمستوى اللغة بمبلغ 2000 دولار.
وأضاف الحسين بأن "أبو جعفر" عرض عليه إرسال أي شخص بحاجة إلى أوراق من أقاربه أو معارفه للراغبين بالحصول على الجنسية ويحتاجون لتصديق وثائق من السفارة الألمانية فهو مستعد لمساعدتهم مقابل مبلغ مادي.
استغلال وفساد
تواصلت أورينت مع عشرات اللاجئين السوريين في ألمانيا والذين تمكنوا من تصديق أوراق من السفارة الألمانية في بيروت وكلهم تعرضوا للاستغلال.
وذكر "سامر الكن" لأورينت نت بأن السفارة الألمانية في بيروت اعتمدت منذ أكثر من عامين على شركة تدعى VFS كوسيط حصري لتصديق أوراق اللاجئين السوريين في الخارج، وهذه الشركة تأخذ رسوماً رمزية ولكن نحتاج وقتاً طويلاً، ومن هنا بدأت عملية الاستغلال لأن أغلب الأشخاص الذين صدّقوا أوراقهم عن طريق VFS وجدوا معاناة بضياع الأوراق وطول المدة، لذلك أصبح لهذه الشركة سماسرة يصدقون الأوراق باليد وبمبالغ تتراوح بين 125 إلى 300 دولار علماً أن تصديق أي وثيقة رسومها من السفارة حوالي 30 دولاراً.
ولفت إلى أن عملية التصديق عن طريق السماسرة تستغرق 4 أسابيع، بينما عن طريق الشركة ربما 6 أشهر وربما أكثر وربما تضيع الأوراق.
وللحد من هذه التجاوزات والابتزاز الذي يتعرض له السوريون من أجل لمّ شمل أسرهم من دمشق، أعلن علاء الدين ماهر عبر منشور في فيس بوك بأنه سوف يقدّم عريضة للخارجية الألمانية وإدارة معهد غوته بعد الحصول على توقيع السوريين في ألمانيا لوضع حد لابتزاز السوريين من قبل أشخاص عاملين في معهد اللغة الألمانية والسفارة الألمانية في بيروت.
يشار إلى أن اللاجئين السوريين في ألمانيا تجبرهم بعض دوائر الأجانب في بعض المقاطعات على استخراج جواز سفر سوري لتجديد إقاماتهم، بالإضافة إلى تصديق جميع أوراق لمّ الشمل التي تحتاجها من السفارة الألمانية في بيروت.
التعليقات (6)