إذاعة أمريكية تحصل على "وثائق سرية" تتعلق بتفاصيل مقتل أبو بكر البغدادي تحرج البنتاغون

كشفت وثائق سرية حصلت عليها إذاعة NPR الأمريكية أن البنتاغون ضلّل وحاول التستر على مقتل مدنيين خلال العملية التي شنتها القوات الأمريكية لتصفية زعيم داعش أبو بكر البغدادي عام 2019.

وقالت الإذاعة في تقرير مطوّل إن الوثائق السرية التي حصلت عليها توفر تفاصيل جديدة حول واحدة من أكثر العمليات العسكرية الأمريكية شهرة في التاريخ الحديث وكذلك تكشف عن عيوب في ادعاء البنتاغون بأن الضربات الجوية القاتلة لم تصب المدنيين.

وأضافت أنه في أواخر تشرين الأول من العام 2019، داهمت قوات العمليات الخاصة الأمريكية مخبأ مؤسس داعش أبو بكر البغدادي، ما دفعه إلى تفجير نفسه، وقد علّق حينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الغارة بأنه "لا تشوبها شائبة"، بينما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن القوة المنفذة حمت المدنيين.

وفي تلك الأثناء، نفت وزارة الدفاع الأمريكية الروايات التي أوردتها NPR عن مقتل وإصابة مدنيين سوريين بنيران مروحية أمريكية خلال الغارة، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن هؤلاء الأشخاص كانوا مقاتلين أعداء تجاهلوا الطلقات التحذيرية.

وعلى إثر ذلك، رفعت NPR دعوى قضائية ضد البنتاغون بموجب قانون حرية المعلومات مطالبة إياه بنشر توثيق الضربات الجوية.

وبالفعل حصلت الإذاعة على نسخة منقحة من تقرير وزارة الدفاع لعام 2020 عن الحادث تم تصنيفه على أنه سري وليس للنشر. 

4 استنتاجات رئيسية

ومن خلال المراجعة للمستندات بما في ذلك الصور الجوية، توصلت NPR إلى ما يلي: 

- أطلقت القوات الأمريكية طلقات تحذيرية قبل ثوانٍ فقط من شن غارات جوية على شاحنة (فان) كان فيها المدنيون، وهذا يقوّض تأكيدات الجيش الأمريكي بأن أولئك الأشخاص أظهروا عداء برفضهم التوقف أو تغيير المسار.

- لم يقدّم البنتاغون أي دليل على أن الضحايا كانوا من المقاتلين الأعداء غير التقييم الفوري من قبل القوات الأمريكية في الليلة المظلمة للغارة.

- لم يقم المسؤولون الأمريكيون بتجميع ملف استخباراتي، على النحو الموصى به في التقرير، لدعم الادّعاء بأن الضحايا كانوا "أعداء محاربين غير شرعيين".

- شكك البنتاغون في صحة الروايات التي قدّمها الناجي من الغارة الجوية وعائلات الضحايا إلى NPR، لكنها لم تتصل بالناجي أو تجري تحقيقاً رسمياً كاملاً.

ونقلت الإذاعة عن مجموعة مناصرة تدعى زوميا أن البنتاغون أخطرها بأنه سينظر في طلب إعادة فتح القضية وبالتالي قد يعوّض الضحايا.

مرّوا بالمكان صدفة

 وبحسب تقرير الإذاعة فقد استهدفت مروحية أمريكية خلال العملية شاحنة من نوع "فان" اقتربت صدفة من البناء الذي يتحصن به قرب الطريق الواصل بين باريشا وقرية حتان.

ونتيجة لذلك قتل كل من خالد مصطفى قرمو 27 سنة، وخالد عبد المجيد قرمو 30 عاماً، أما بركات أحمد بركات الناجي الوحيد فبُترت يده اليمنى وأصيبت يده اليسرى بجروح بالغة.

وقال الناجي الوحيد إنه كان يعمل وزملاؤه الذين قُتلوا كعمال في معصرة زيتون وقد كان رفيقاه يقلانه بشاحنتهم من المعصرة إلى منزله بقرية حتان مروراً بباريشا.

وزعم البنتاغون أن الشاحنة كانت تحمل أسلحة وعبوات ناسفة وقد أدى استهدافها إلى انفجارات ثانوية نتيجة تدمير تلك المتفجرات، كما زعم أن من بداخلها أطلقوا الرصاص على القوات الأمريكية.

لكن تقرير البنتاغون تراجع لاحقاً عن الادعاءات بحدوث إطلاق نار من الشاحنة كما إنه لم يقدّم أي دلائل على وقوع الانفجارات الثانوية.

وكان البنتاغون شكك في رواية الناجي ولم يتحدث إليه كما رفض تقرير إذاعة NPR، بزعم وجود تناقضات في حصيلة الإصابات مقارنة مع تقارير أخرى.  

والدة أحد الضحايا

المصاب بركات بركات