عادت إيران عبر أذرعها التي تنخر في سوريا لافتعال الحرائق بدمشق القديمة، لا سيما بالمناطق المحيطة بمركزها الثقافي في المرجة.
وصباح يوم الأحد 16 تموز وتحديداً الساعة الثالثة فجراً، نشب حريق في حي ساروجة القريب من المرجة، وطال عدداً من المحالّ التجارية، ولحقت الأضرار عدداً كبيراً من المنازل والمحال بسبب تأخر قدوم الدفاع المدني التابع للنظام.
ولم يعرف سبب الحريق كما لم يُصدر النظام أي بيان حتى اللحظة، وفقاً لما أعلنته وسائل إعلامه، إلا أنه من المتوقع أن يتم نسب الحريق إلى "ماس كهربائي" كما جرت العادة لدى النظام، إلا أن أصابع الاتهام أشارت بوضوح إلى وقوف إيران وراء الحريق نظراً لجهودها المستمرة منذ 2011 للتمدد في المنطقة، ويحاول نظام الملالي الضغط على أصحاب المحال التجارية في دمشق القديمة لبيع محلاتهم بهدف الاستيلاء على قلب دمشق الحيوي.
وأكد أحد سكان الحي لأورينت نت أن سيارات الإطفاء تأخرت أكثر من ساعة ونصف حتى وصلت إلى المكان، حيث طالت النار منزلاً يعتبر تحفة أثرية فريدة كانت تعود ملكيته لعبد الرحمن باشا اليوسف أمير الحج الشامي، وهو اليوم مدرج على خارطة المواقع الأثرية لوزارة الثقافة.
وعبد الرحمن باشا اليوسف، ولد في حي ساروجة 1871، وهو أمير مَحمل الحج الشامي وعضو مجلس الأعيان في الدولة العثمانية ونائب دمشق في مجلس المبعوثان. عُين رئيساً لمجلس الشورى في نهاية عهد الملك فيصل الأول وخلال الأسابيع الأولى من الانتداب الفرنسي في سورية. قُتل مع رئيس الحكومة السورية علاء الدين الدروبي في قرية خربة غزالة في سهل حوران يوم 21 آب 1920.
وأكد المصدر ذاته لـ"أورينت نت" أن تكرار حصول حرائق في دمشق القديمة أثار تكهنات القاطنين وسط تعتيم النظام على أسبابها الحقيقية، وأكد المصدر أن سماسرة يعملون لصالح تجار إيرانيين يقفون وراء افتعالها وخصوصاً من يرفض بيع منزله لأنهم ينشطون بشكل دائم ويقدمون مغريات كبيرة بالأسعار للاستيلاء على المنازل القديمة إلا أن الأهالي لا يرغبون بالبيع رغم ضيق الحال الذي وصل بالبعض إلى تأجير عدد من غرف المنزل للطلبة والسكن بغرفة واحدة مع العائلة في المنزل.
وشدد المصدر أنه لم يعد هناك أدنى شك لدى الأهالي في دمشق القديمة أن الحرائق مفتعلة ويقف وراءها سماسرة وتجار موالون لإيران للاستيلاء على المنطقة المحيطة بالمستشارية الإيرانية تمهيدا لإحلال سكان من تركيبة طائفية مغايرة لأهل المنطقة.
وأكد المصدر أن جهوداً مُورست على وزيرة الثقافة لبانة مشوح لبيع منزل عبد الرحمن باشا اليوسف الذي تشرف عليه الوزارة منذ عام 1989 إلا أن رد الوزارة كان بأن المنزل ممكن أن يطرح للاستثمار ولكن ليس للبيع.
ومنذ اندلاع الثورة باتت أسواق دمشق القديمة في ساروجة ومحيط الجامع الأموي، تشهد انتشاراً كثيفاً لميليشيات تدعمها إيران بذريعة الدفاع عن مزارات بإشراف مباشر من السفارة الإيرانية.
ونشبت كبرى الحرائق في نيسان 2016 في سوق العصرونية وقالت حينها وسائل إعلام الأسد، إن ماساً كهربائياً تسبب بالحريق، حيث كانت دمشق على موعد مع واحد من أكبر الحرائق التي تلتهم أسواقها، إذ طال الحريق عدداً كبيراً من المحلات قُدّرت بثمانين من أصل نحو 200 محل موجودة في سوق العصرونية، وأدى لانهيار أجزاء من سقف السوق الأثري.
ووقتها تقاطعت شهادات أصحاب المحال لوسائل إعلام معارضة للنظام أن جمعيات ومؤسسات تدعمها إيران كانت وراء الحريق في محاولة لاستملاك السوق، إضافة إلى مسجد صفية الذي يقع في الحي ذاته بحجة رعاية الأماكن الدينية.
التعليقات (0)