كرمته دول وأهمله الأسد.. وفاة الكاتب المسرحي عبدالفتاح قلعه جي "وحيداً كئيباً"

كرمته دول وأهمله الأسد.. وفاة الكاتب المسرحي عبدالفتاح قلعه جي "وحيداً كئيباً"

نعى أدباء وإعلاميون عرب الكاتب المسرحي الكبير "عبد الفتاح قلعه جي" عن عمر ناهز 85 عاماً والمنحدر من مدينة حلب، وذلك بعد معاناة كبيرة مع المرض وسوء الأوضاع المعيشية في سوريا بظل حكومة ميليشيا أسد خسر خلالها بيته في القصف الذي طال المدينة قبل سنوات.

وبحسب ما نشر ولده ياسر وأقرباؤه، فقد توفي الشاعر والأديب السوري (قلعه جي) فجر اليوم في مشفى الشهباء بحلب بعد معاناة كبيرة مع المرض، وسيشيّع جثمانه من مسجد آمنة بنت وهب في حي سيف الدولة، واصفين إياه بأنه نذر عمره للكتابة في الفكر والأدب العربي وتراجم الأعلام والرواية وقصص الأطفال.

حياته 

وذكرت مواقع إعلامية، أن الكاتب السوري ولد ونشأ في حي الكلاسة بحلب عام 1938 ونال الشهادة من ثانويّة إبراهيم هنانو، قبل أن ينتقل إلى دمشق ويتخرج في جامعتها بكلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1965، كما عمل مدرساً وصحفياً في الإذاعة السورية وكتب العديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية. 

كما عُيّن الكاتب الكبير رئيساً لفرقة المسرح الشعبي بحلب 1968 – 1969، وعمل مدرساً في ثانويات حلب ومناطقها من 1956 حتى 1979، ثم ندب إلى العمل في إذاعة حلب، وعاد منها إلى مديرية التربية، حيث عيّن مديراً للمكتب الصحفي، ثم في مكتبة المديرية إلى أن أحيل إلى التقاعد. 

وقدم الراحل "قلعه جي" للمكتبة العربية عشرات المؤلفات ولم يتوقف عن الإنتاج حتى اللحظة الأخيرة في حياته، حيث جمع في رصيده 99 مسرحية و59 كتاباً في الأدب والنقد والفلسفة ومن إنتاجاته المميزة (علم الجمال الإسلامي - معراج الطير) كما شارك بكتابة عدة مسلسلات منها (الصعاليك - عرس حلبي - جسر البيت).

 

مؤلفاته والثورة

وتم تكريمه في كل الدول العربية، وبعض الدول الإسلامية على جهوده الأدبية والفكرية، حيث أصدرت الهيئة العربية للمسرح ومقرّها الشارقة أربعة نصوص كتبها (قلعه جي) خلال سنوات الحرب في حلب وذلك تكريماً له، فيما وصفها النظام نفسه بالقول: إنه جمع في تلك النصوص ما بين المعاناة والألم الإنساني وما يتعرض له الفكر المتنور من القهر والإلغاء وظلمات الحروب وقهرها.

ومن أبرز ما قدمه أيضاً مسرحية "سيرة مدينة" والتي وصفها بملحمة حلب وتحدث خلالها عن سنوات الحرب خلال الثورة على (بشار الأسد) وما طالها من خراب وحصار، متطرقاً للأضرار التي لحقت به شخصياً بعد إصابته جراء تهدم بيته ورحلة علاجه الطويلة. 

"وحيداً كئيباً"

وفي أحد منشوراته على فيسبوك وصف الكاتب الوضع الأخير بالبلاد بأنه لا يطاق قائلاً: "أعيش وحيداً، أحس بالوحدة والوحشة والغربة عن نفسي والمجتمع، أسهر وأكتب على ضوء لدات بطارية ميتة، لدي 7 مسرحيات و4 كتب جاهزة مخطوطة تنتظر ناشراً، يبدو أنه يجب أن أبدأ عملاً جديداً لأتخفف من البرد والكآبة وظلمة الشتاء، أصدقائي في البلاد العربية يظنون أنني أعيش سعيداً ميسوراً ولدي مكتب ومدير أعمال... ولله الأمر".

 

رثاؤه

من جهته نعاه الأكاديمي الكويتي "عيسى محمد الأنصاري" بالقول: إن الكاتب السوري نذر عمره للكتابة في الفكر والأدب العربي وتراجم الأعلام والرواية وقصص الأطفال، فيما ذكر الدكتور والكاتب الإماراتي "حبيب غلوم" أن قلعه جي ترك إرثاً من المؤلفات التي لم تطبع بعد، وتعهد له بطباعة أحدها مناشداً الجميع بالمبادرة لحفظها من الضياع والاندثار.

وكتب بعضهم مشيراً إلى أنه بموت الكاتب السوري "قلعه جي" فقدت الحركة المسرحية العربية أحد أهم مثقفيها ومبدعيها، موضحاً أنه لا يمكن إطلاق صفة واحدة عليه فهو كاتب ومبدع وناقد يجمع في منجزه الفكري صفات كثيرة تميزت بالموسوعية.

وبين أن قلعه جي علامة فارقة في المسرح العربي ففي الوقت الذي كان ينزع فيه إلى أقصى حالات التجريب كان يقدم نصوصاً توثق للتراث الحلبي كمسرحية (عرس حلبي)، في حين وصفه آخر بأنه من العصاميّين الساعين لفجر.


 مؤلفاته

له العديد من الدواوين الشعرية أهمها: (مولد النور، القيامة، مسافر إلى أروى)، كما كانت له بصمة في المسرح من خلال: (ثلاث صرخات، السيّد، عرس حلبي وحكايات سفر برلك، صناعة الأعداد، هبوط تيمورلنك، السهروردي)، في حين اشتهر من قصصه (أحاديث وقصص، سلسلة أحسن القصص، حكايات البراعم، الطفل السعيد، معراج الطير).

جوائزه

 أهملت حكومة ميليشيا أسد الكاتب بشكل كبير فلم ينل منذ أن تولى بشار الأسد الحكم بسوريا أي تكريم يذكر سوى مرة واحدة فقط، في حين نال عام 1998 جائزة مجلس مدينة حلب للإبداع الفكري
وعام 1999 كرّم من قبل جمعية المسرح – اتحاد الكتاب العرب.

التعليقات (1)

    جمال سليمان

    ·منذ 10 أشهر يومين
    رحمة الله عليك والجنة مثواك إن شاء الله ,,,
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات