كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن بلاده تدرس خيارات للرد على الاستفزازات الروسية للقوات الأمريكية في سوريا، معرباً عن قلقه من تنامي العلاقات بين روسيا وإيران ونظام أسد.
خيارات عسكرية
وصرّح المسؤول لمراسلي البنتاغون أن الولايات المتحدة تدرس عدداً من الخيارات العسكرية لمواجهة العدوان الروسي المتزايد في سماء سوريا، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الجهود لضرب زعيم تنظيم داعش في نهاية الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
ورفض الإفصاح عن الخيارات بالتفصيل لكنه قال إن الولايات المتحدة لن تتنازل عن أي منطقة وستواصل الطيران في الجزء الغربي من سوريا في مهام ضد تنظيم داعش.
ضغوط لمغادرة سوريا
وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن النشاط العسكري الروسي، الذي تصاعدت وتيرته وعدوانه منذ آذار/ مارس الماضي ، ينبع من تنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران وحكومة ميليشيا أسد لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا.
ووفق ما ذكر المسؤول العسكري، فإن روسيا مدينة بالفضل لإيران لدعمها في الحرب على أوكرانيا، وإن طهران تريد خروج الولايات المتحدة من سوريا حتى تتمكن بسهولة أكبر من نقل المساعدات الفتاكة إلى ميليشيا حزب الله اللبناني وتهديد إسرائيل.
وقال إن الولايات المتحدة شهدت مزيداً من التعاون والتخطيط وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين قادة روس وآخرين من ميليشيا فيلق القدس الإيراني متوسطي المستوى في سوريا، للضغط على الولايات المتحدة لسحب القوات من سوريا.
استفزازات روسية
وأشار إلى أن هناك مخاوف من قيام الطيارين الروس بإسقاط مسيّرة أمريكية من طراز ريبر في سوريا، وأن موسكو تعتقد أن هذا النوع من العمل لن يحظى برد عسكري أمريكي قوي.
وبحسب ما نقلت الوكالة، فإنه في آذار الماضي سكبت طائرة حربية روسية وقود الطائرات على طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار ثم ضربت مروحيتها، ما أجبر الجيش الأمريكي على التخلص من الطائرة في البحر الأسود، وأدى الحادث إلى تفاقم التوترات بين البلدين حيث جرى اتصال بين قادة دفاعهما، لكنه لم يؤد إلى رد عسكري مباشر.
ويتواصل القادة العسكريون الأمريكيون والروس بشكل روتيني عبر خط هاتف لمنع التضارب كان موجوداً منذ عدة سنوات لتجنب الاشتباكات غير المقصودة في سوريا.
ووفق ما ذكر المسؤول الأمريكي فإنه غالباً ما تكون هناك مكالمات عديدة يومياً بين الجانبين، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى تهديدات غاضبة، حيث يتجادل القادة حول عملية جارية.
تحليق روسي فوق التنف
وكان آخر حادث بين الطرفين قد وقع الأسبوع الماضي، عندما حلّقت طائرة روسية مراراً وتكراراً فوق قاعدة التنف قرب المثلث الحدودي بين سوريا والأردن العراق، حيث توجد قوات أمريكية إلى جانب فصيل "جيش سوريا الحرة".
وبحسب المسؤول فإن الطائرة الروسية من طراز An-30 كانت تجمع معلومات استخبارية عن القاعدة، لافتاً إلى أن القوات الأمريكية لم يكن لديها طائرات مقاتلة في المنطقة ولم تتخذ أي إجراء مباشر ضد الطائرة الروسية.
وكان الجيش الأمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي مقتل أحد قادة تنظيم داعش بغارة جوية شرق سوريا، وذلك أثناء "تحرش" مقاتلات روسية بالمسيّرة الأمريكية التي نفذت الغارة.
3 حوادث متتالية
وشهد الشهر الحالي وقوع 3 حوادث خلال 3 أيام على التوالي لاعتراض مقاتلات روسية طائرات مسيّرة أمريكية في أجواء سوريا.
واعتبر قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية أليكس جرينكيويتش حينها أن الإجراءات غير المهنية وغير الآمنة من قبل القوات الجوية الروسية العاملة في سوريا.
وحثّ القوات الروسية في سوريا على وقف هذا السلوك المتهور والالتزام بمعايير السلوك المتوقعة من قوة جوية محترفة، حتى يتم التركيز على الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش.
وكان البنتاغون قد أعلن الشهر الماضي نشر سرب من أفضل مقاتلاته من الجيل الخامس رداً على استفزازات القوات الروسية وهددها علناً بالقوة الساحقة، وذلك في خطوة لافتة ضد روسيا عقب إصابة أكثر من 20 جندياً أمريكياً في سوريا.
التعليقات (4)