سلطت صحفية تركية الضوء على الأسباب الحقيقية التي تمنع اللاجئين السوريين من العودة لبلادهم، مؤكدة أنه على الرغم من الأصوات الكثيرة التي تنادي برحيلهم ولا سيما من قبل الأحزاب المعارضة، إلا أنه يصعب عليهم في الوقت الحاضر حتى التفكير بذلك.
وفي مقال بعنوان "السوريون يُرحّلون" نشرته صحيفة "evrensel"، قالت الكاتبة التركية (هدية ليفينت): إن كثيراً من الناس يقولون نفس الشيء (أرجعوا السوريين، وبما إن الحرب انتهت فلا داعي لبقائهم في تركيا! هناك خبز وحياة في دمشق حتى الدولة تعطي الغاز!) في إشارة للافتراءات التي نشرتها "إيلاي أكسوي" قبل أيام وادعت خلالها أن الحياة في مناطق أسد عادت لطبيعتها.
وأشارت "ليفينت" إلى أن أولئك الذين يقولون دع اللاجئ يذهب، لديهم وصفاتهم الجاهزة لعودة ملايين الأشخاص؛ من خلال القول "نحن ندعم نظام دمشق"، أو إخافة الناس بأساليب مثل الضرائب المفرطة، والتهديد بترحيلهم واستخدام الهجرة كقضية سياسية.
وطرحت الكاتبة التركية سؤالاً في مقالها حول (لماذا لا يعود السوريون؟)، لافتة إلى أن السبب الحقيقي يعود لـ7 أمور هي:
أسباب خوف السوريين من العودة
الأول: أن سوريا قد مرت بفترة حرب عنيفة للغاية وتعرضت مئات الآلاف من المنازل إما للدمار الكامل أو لأضرار بالغة.
الثاني: أنه إلى جانب المنازل فقد تعرضت البنية التحتية والبنية الفوقية مثل خطوط الكهرباء وشبكة الصرف الصحي والطرق للضرر الشديد.
الثالث: تم تدمير المدارس والمستشفيات والمباني العامة خلال الحرب، واليوم على الرغم من استمرار التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد، إلا أن هناك تراكماً خطيراً بسبب نقص المباني المدرسية، وفي بعض الأماكن يمكن أن يصل عدد الطلاب في كل فصل إلى 100.
الرابع: خلال الحرب مات المعلمون والمسعفون والمهندسون أو فروا من البلاد، وعلى الرغم من أن مبنى المدرسة ومبنى المستشفى متينان، إلا أنه لا يكاد يوجد موظفون فيهما.
الخامس: من أهم المشاكل التي يواجهها الأطفال المولودون في تركيا هي مشكلة اللغة، حيث يتم التحدث بلغتين عربيتين إحداها الفصحى والأخرى اللغة المحلية التي نسميها (عامية).
وبينت أنه يجب على الطفل الذي ولد في تركيا وتخرج من مدارسها أن يبدأ المدرسة الابتدائية مجدداً من البداية عندما يعود إلى سوريا لأنه لا يتحدث اللغة العربية بطلاقة.
السادس: بالنسبة للشبان السوريين، فإن القواعد الثقافية تشكل سبباً مهماً أيضاً يمنعهم من العودة من تلقاء أنفسهم ولا سيما في مجال العمل، حيث تعتبر تركيا حالياً بلداً أكثر أمناً وراحة لهم.
السابع: الأزمة الاقتصادية التي تأتي في مقدمة السلبيات في سوريا، فالكهرباء غير متوفرة سوى عدة ساعات في اليوم، حتى في وسط العاصمة دمشق، كما إن أزمة الوقود والغذاء والبطالة تجبر السكان الذين لم يغادروا البلاد حتى أثناء الحرب إلى التفكير والبحث عن دول جديدة للهرب إليها.
وتابعت ليفينت: إن أولئك الذين يقولون "انتهت الحرب في سوريا، يمكنهم العودة الآن"، ربما لا يدركون عدد السوريين على متن قوارب المهاجرين الغارقة، لكن تدفق الناس من سوريا إلى الدول المجاورة مستمر.
وأردفت، أنه باختصار لن يرغب السوريون الذين لديهم أطفال وشبان بالتأكيد في العودة إلى بلادهم، وهناك حقيقة وجود أزمة اقتصادية ضخمة.
التعليقات (3)