حصلت 3 فتيات سوريات لاجئات في الأردن على منحة دراسية صيفية لمدة أسبوعين في بريطانيا، ما سيخوّلهن مغادرة الأردن لأول مرة منذ فرارهن مع عائلاتهن من الحرب في سوريا قبل ما يقرب من عقد من الزمان، وسط مخاوف من عدم منح نظام أسد جوازات سفر لهن حتى يستفدن من المنحة.
منحة دراسية إلى بريطانيا
وبحسب ما نقل موقع "أخبار الأردن"، الطالبات هن؛ هبة الحوراني (14 عاماً)، وفاطمة العبود (13 عاماً)، وأمل كنعان (13 عاماً)، وتشاركن في برنامج "اسكواش دريمرز" في العاصمة عَمّان.
وذكر الموقع أن "اسكواش دريمرز" هي منظمة غير حكومية مسجلة في الولايات المتحدة ومخصّصة لتمكين اللاجئين السوريين والفتيات الأردنيات الأكثر ضعفاً من خلال الرياضة والتعليم والرعاية.
وستتعلم الطالبات ولثلاث مرات في الأسبوع اللغة الإنكليزية، وكيفية لعب الاسكواش، وتلقّي الدعم الفردي من موظفي المنظمة لأي عمل مدرسي.
تخوّف من عراقيل نظام أسد
ووفق ما أفاد الموقع، فإنه على الرغم من حصول الطالبات على المنح الدراسية إلى بريطانيا، لا يوجد حتى الآن أي ضمانات على أن نظام أسد سيزوّد الطالبات بجوازات سفر سورية للسماح لهن بالسفر إلى الخارج.
وأشار إلى أن تكلفة حصول الفتيات على جوازات السفر تبلغ 825 دولاراً في الوقت الحالي لمتابعة منحهن الدراسية، وهذا المبلغ أكثر مما تكسبه عائلاتهن في شهور.
وحول عمل سفارة نظام أسد في عمّان، بيّن تقرير الموقع أن نافذة السفارة التي تتعامل مع طلبات جوازات السفر يديرها موظف واحد وتُغلق بعد الساعة 12 ظهراً.
ويتطلّب من اللاجئين السوريين في الأردن تقديم وثائق مستفيضة للحصول على جوازات السفر، بحسب التقرير، الذي لفت إلى أن الطالبات وأولياء أمورهن يأتون في الصباح الباكر مع أشخاص من جميع أنحاء الأردن لتأمين مكان أمم السفارة.
رفض منحهن جواز سفر
وأكد أنه بعد الانتظار بالقرب من النافذة منذ الساعة 6 صباحاً، تم رفض طلب الفتيات من قبل السفارة لعدم استخراجهن وثائق من دمشق بحضورهن شخصياً أو عن طريق أي أقارب لهن يعيشيون في سوريا.
وأشار تقرير الموقع إلى أن الفتيات ينتظرن حالياً وثيقة خروج وعودة تسمح لهن بالخروج بشكل قانوني والعودة إلى الأردن كلاجئات.
وقالت حوراني التي تخطط لدراسة الفن والتصميم واللغة الإنكليزية في كلية روتشستر المستقلة، إن عملية فرض الضرائب على جواز السفر ترفع فقط من توقّع مغادرة الأردن لأول مرة.
التعليم في الأردن
وقالت العبود التي ستدرس اللغة الإنكليزية في جامعة أكسفورد بروكس، "لا أحب المعلمين في مدرستي، إنهم سيئون للغاية".
من جانبها قالت كنعان: "أحترم المعلمين لكنهم دائماً يصرخون، وأنا لا أتعلم الكثير حقاً بسبب ذلك".
وأضافت كنعان "الحياة في الأردن صعبة للغاية"، مشيرة إلى أنه للحصول على تعليم جيد في الأردن يجب أن يكون لديك الكثير من المال.
بدورها، ذكرت حوراني أن البيروقراطية واحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها السوريون الذين يسعون للحصول على التعليم في الأردن.
وأوضحت: "يجب أن يكون لديك الكثير من الأوراق للتسجيل، ولا يتعامل الكثير من الناس بلطف معك، في المرة الأولى التي جئت فيها إلى المدرسة هنا، كان هناك الكثير من التمييز، لكن الوضع الآن أفضل".
السفر لأول مرة
كما عبّرت الفتيات عن سعادتهن بالسفر إلى خارج الأردن لأول مرة، وقالت كنعان "لم أرَ البحر لفترة طويلة.. إذا سألني أي شخص في المستقبل، هل سافرت أو رأيت أي شيء في العالم؟.. أستطيع أن أقول نعم، لقد ذهبت إلى بريطانيا ورأيت البحر وبيغ بن".
وروت عبود أنها "حلمت دائمًا بالسفر"، فيما أشارت إلى أنها متحمّسة للسفر إلى الخارج وتحسين مهاراتها الفنية"، وأضافت: "أريد أن أدرس علم النفس لأني أريد مساعدة الفتيات والفتيان مثلي في سوريا والأردن وإنكلترا".
وبناءً على الوثائق والتأشيرات وجوازات السفر، من المقرر أن تسافر حوراني إلى بريطانيا في 22 تموز/يوليو الحالي، وعبود وكنعان في 13 آب/ أغسطس المقبل.
اللاجئون السوريون وخط الفقر في الأردن
وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من 80 بالمئة من اللاجئين السوريين في الأردن يقعون تحت خط الفقر في البلاد، ويعيش حوالي 60 بالمئة من العائلات السورية في فقر مدقع.
وأوضح أن 15 إلى 21 بالمئة فقط من الطلاب السوريين المؤهّلين، مسجّلون في المدارس الثانوية ونتيجة لذلك، تترك العديد من الفتيات التعليم وراءهن ويتزوجن في كثير من الأحيان في سن مبكرة جداً، حيث ارتفع معدل زواج الفتيات السوريات اللاجئات دون سن 18 عاماً من 13 بالمئة إلى 36 بالمئة خلال السنوات العشر الماضية.
التعليقات (1)