مركز دراسات يكشف أهداف محاولات "حزب الله" إنشاء "مطار موازٍ" في بيروت ويفضح عملاءه

لطالما وفّر مطار بيروت الدولي بديلاً للممر البري عبر سوريا لتهريب الأسلحة والمعدات العسكرية لميليشيا حزب الله، التي تحاول إحكام قبضتهما على المطار أكثر بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية ضد المعدات العسكرية والأسلحة الإيرانية التي يتم تسليمها إلى الحزب.

وبحسب تقرير لمركز "ألما" الإسرائيلي للدراسات، فإن الهدف الرئيسي لحزب الله في الوقت الحالي هو السيطرة على مطار بيروت، حيث يتم متابعة هذا الهدف شخصياً من قبل هاشم صافي الدين رئيس المجلس التنفيذي للحزب، ومحمد جعفر قصير قائد الوحدة 4400 (وحدة التهريب في حزب الله).

وذكر التقرير أن حزب الله يعمل حالياً بشكل مكثف لتحقيق هدف الاستيلاء على المطار من خلال شخصيات بارزة في الحكومة والأجهزة الأمنيّة، وفي مقدمتها وزير الأشغال العامة والنقل "علي حامية" الذي حاول الشروع في مبادرة لبناء محطة جديدة في المطار بتمويل من الحكومة الأيرلندية.

وأوضح التقرير أن ميليشيا حزب الله ستتولى قيادة المحطة الجديدة وستكون المسؤولة عن تطويرها بالكامل، مشيراً إلى أنه بعد أسبوع من إعلان حامية للمبادرة في 20 آذار/مارس الماضي، بدأت الانتقادات تطالها لأن الوزير لم يقم بنشر أي مناقصة عامة لبناء المحطة.

في حين برر حامية ذلك بناء على القانون اللبناني الذي صدر عام 2010 والذي يسمح بتأجير مساحات ومبانٍ من مطار بيروت لشركات طيران خاصة في حال لم تشكل ضرورة تشغيلية سواء للحكومة أو الإدارة العامة للمطار.

خدمة مصالح حزب الله

وكانت محاولة الوزير تفسير القانون وإنشاء محطة جديدة تهدف إلى خدمة مصالح حزب الله، ومن المنطقي الاعتقاد بأن بناء المحطة الجديدة كان يهدف إلى إشراك الأفراد والشركات في قطاعَي البناء والبنية التحتية المرتبطين بميليشيا الحزب أو ينتمون إليها، نتيجةً يمكن للحزب أن يسيطر بحكم الأمر الواقع على تطوير المنشأة الجديدة لخدمة أهدافه العملياتية على أفضل وجه.

لفت التقرير إلى أن حامية ألغى المشروع بعد أن تصاعدت المعارضة واندلعت عدة خلافات حول شرعيته وشفافيته. 

في الوقت نفسه، يستغل حزب الله القانون اللبناني الذي تم إقراره في عام 2010، والذي يخوّل الحكومة اللبنانية تأجير أجزاء من المطار الدولي لشركات خارجية طالما أنها أرضٍ غير مأهولة أو مبنى أو مساحة تأجير غير مستغلة بشكل كافٍ.

مطار موازٍ

وفقاً للتقرير تعمل الشركات الخاصة والشركات المدنية المرتبطة بميليشيا حزب الله كوكلاء وتستأجر العقارات في المطار وبالقرب منه لصالح الحزب، والحقيقة أن حزب الله يسعى إلى بناء "مطار موازٍ" لنفسه يخدمه دون تدخل من مصادر خارجية، ونتيجة لذلك سيحظى حزب الله بالسيطرة الكاملة على سلسلة الإمداد بالمعدات والأسلحة من إيران إلى لبنان تحت غطاء مدني كامل.

وبلغ عدد الرحلات الجوية بين طهران وبيروت منذ بداية العام الجاري 67 رحلة جوية لثلاث شركات جوية متورطة بعمليات نقل الأسلحة، منها 21 رحلة لشركة ماهان اير التي يديرها فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وتستغل الميليشيا اللبنانية الموارد والقدرات التي توفرها الولايات المتحدة والدول الغربية كمساعدة للجيش اللبناني، إضافة لاستخدام معدات الاتصالات والرادارات للجيش اللبناني ومطار بيروت لصالح أغراض عسكرية تخدم مشروعه.

عملاء الحزب

وأشار التقرير إلى أن ميليشيا حزب الله جنّدت ضباطاً من القوات الجوية والبحرية اللبنانية كعملاء لصالحها من أجل الوصول إلى الرادارات العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة للجيش اللبناني من بين معدات أخرى.

وقال التقرير إن حمزة مشيك الضابط الفني في سلاح الجو اللبناني ومساعده سعيد يوسف بيرام يعملان لصالح الوحدة 900 في "حزب الله" ويتيحان له الوصول إلى بيانات الرادارات الجوية. 

كما يقوم الحزب بتجنيد وإدارة موظفين مهمين في المطار لتلبية احتياجاته من خلال وحدته الأمنية، ويعمل ضابط أمن المطار لحسابه.

وختم المركز تقريره بأنه اعتبارًا من اليوم لا يخضع مطار لبنان الدولي لإدارة الحكومة اللبنانية بل يشاركه حزب الله بشكل كامل في السيطرة عليه.