بعد تصويت البرلمان.. فرنسا تعدّل قانوناً يتيح محاسبة الأسد وميليشياته على جرائمهم

بعد تصويت البرلمان.. فرنسا تعدّل قانوناً يتيح محاسبة الأسد وميليشياته على جرائمهم

بعد الجدل الكبير الذي أثير حول إمكانية القضاء الفرنسي محاكمة ومحاسبة مجرمي الحرب في سوريا الموجودين في بلادهم أو على أراضيه، أقر البرلمان الفرنسي توسيع صلاحية المحاكم لتتمكن أخيراً من ملاحقة عناصر ميليشيا أسد المتهمين بجرائم لا إنسانية بحق السوريين.

وبحسب صحيفة "لوموند" تم تبنّي تعديل المواد القانونية المتعلقة بما تُسمى (الولاية القضائية العالمية)، حيث ألغى شرط التجريم المزدوج بما يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، والتي كان يشترط أن تكون مدانة في سوريا أيضاً وليس فقط في فرنسا.  

وبيّنت الصحيفة أن التعديل تم اعتماده بمجلس الشيوخ وإقراره بالأغلبية في الجمعية الوطنية بالبرلمان الفرنسي، فيما من المتوقع عرض التعديل أخيراً على اللجنة المشتركة في الخريف القادم وذلك لإدخاله حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن  هذا التعديل يوسّع من صلاحية القضاء الفرنسي بهدف ملاحقة مجرمي الحرب في سوريا.

وأضافت أن التعديل الجديد، لا يوجب تحقق شرطَي الإقامة المعتادة في فرنسا أو أن يكون الجرم - موضع المحاكمة- مجرّماً بموجب القانون السوري، مبينةً أن هذه الخطوة طال انتظارها من قبل نشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عن الولاية القضائية العالمية للعدالة الفرنسية في مسائل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن مجلس الشيوخ اعتمد التعديل بمبادرة من السيناتور الاشتراكي (لورا جان بيير سوير) الذي سعى لإزالة فكرة التجريم المزدوج الذي يشكل خطراً على عدد من الإجراءات، ولا سيما تلك المتعلقة باللاجئين السوريين.
وتابعت أن "التجريم المزدوج" يتطلب أن يكون التجريم الذي يحاكَم بسببه الفرد في فرنسا بموجب الولاية القضائية العالمية، عرضة للإدانة لنفس السبب في بلده الأصلي، ومع ذلك فإن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية غير واردة في قانون العقوبات السوري.

وكانت محكمة النقض قد حكمت بجلسة عامة في الربيع الماضي ضد التجريم المزدوج الضروري للتمكّن من محاكمة مجرم حرب أو ضد الإنسانية في فرنسا، لكن كان من الضروري تكريس هذا المبدأ في القانون كما يشير السيناتور سوير، وذلك من أجل تجنب أي غموض واستئناف منهجي.

إحجام تنفيذي

وأردفت الصحيفة أن السيناتور سوير الذي يناضل منذ فترة طويلة من أجل الولاية القضائية العالمية، والذي ستنتهي ولايته أيضاً في أيلول القادم، حاول إزالة العقبة الثانية وهي الحاجة إلى "إقامة اعتيادية" في فرنسا للمتهم، لكنه لم ينجح في مواجهة إحجام السلطة التنفيذية، الذي يعتبره عقبة أمام عمله وقدرة فرنسا على الاستقبال الدبلوماسي. 

ووفقاً لبنود التعديل، فإن المادة 689-11 من قانون الإجراءات الجنائية ستضاف إليها العبارة التالية: "دون أن تتطابق الصفة الجنائية في التشريعين".

 

يذكر أن محكمة النقض الفرنسية اعترفت قبل نحو شهرين بـ"الولاية القضائية العالمية" لنظام العدالة الفرنسي الذي يجيز ملاحقة ومحاكمة مرتكبي أعمال التعذيب أو الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب التي ترتكب خارج البلاد ويكون الجاني والضحية من غير الفرنسيين، وذلك بعد رفضها الطعون المقدّمة في قضيتين مرتبطتين بسوريا.

وأصدرت المحكمة بياناً تضمّن حكمين، رفضت بموجبهما الطعون المقدّمة من قبل جهة الدفاع عن قضيتي الناطق السابق لـ"جيش الإسلام" مجدي نعمة المعروف باسم "إسلام علوش"، والعنصر السابق بأجهزة أمن ميليشيا أسد عبد الحميد شعبان، المعتقلّين في فرنسا بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا.

قرار شجاع وهام

وفي تعليقه على قرار المحكمة، كتب المحامي عبد الناصر حوشان عبر صفحته في "فيسبوك": ‏"محكمة النقض الفرنسية تلغي شرط ازدواجية التجريم لملاحقة المجرمين ضد الإنسانية كأحد شروط إعمال مبدأ الولاية العالمية للقضاء الوطني الفرنسي" معتبراً أن قرار المحكمة "شجاع يغلق الباب أمام المجرمين من الإفلات من العقاب".

من جانبه، رأى المحامي المختص في القانون الجنائي الدولي، المعتصم الكيلاني أن القضاء الفرنسي اتخذ قراراً هاماً بخصوص مكافحة الإفلات من العقاب في سوريا، مؤكداً في تغريدة له على "تويتر" أن الغرفة المشتركة لمحكمة النقض قررت مقاضاة "شعبان"، و"علوش"، مهما تكن جنسية الضحايا، كما إن القضاء منح الصلاحية للولاية القضائية العالمية في فرنسا لمكافحة جرائم الحرب.

وبيّن أن المحكمة أقرت بإمكانية محاكمة أي مواطن أجنبي أمام المحاكم الفرنسية على جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب ارتُكبت في الخارج ضد ضحايا أجانب، بشرط أن يكون المتهم مقيماً على الأراضي الفرنسية.

 

 

 

التعليقات (2)

    Namroud

    ·منذ سنة 3 أشهر
    نتمنى ان تنطبق القوانين ليس فقط على الخنزير البعثي لسار اسد ولكن تطبيقها هلى الخنازير في ميليشيات ما يسمى الجيش الكر من امثال المجرم الازهالي ابو عمشه ةام حمزه وابو السعد وابو الحوثي وابو هريره الكلب

    Majed

    ·منذ سنة 3 أشهر
    أوروبا وعلى رأسهم بريطانيا - لن يستطيعوا الوصول أو إيذاء الأسد - ولو كان هاد الكلام صحيح - لوحظ أن بداية الثورة قامت أوروبا بنشر صواريخ في تركيا (بحكم أنها عضو في الناتو ) وعندما اتضجت الرؤيا تم سحب صواريخ باتريوت من تركيا - وتم سحب هذه الصواريخ بإيعاز أمريكي - إسرائيلي .. وكيف بدهن يحاسبوه وحاميتو اسرائيل .. كلام غير منطقي .. إذا حاسبوه وهاد الاحتمال ضعيف في الوقت الراهن .. على المدى البعيد ممكن .. يعني إذا حاسبوه حتكون نهاية إسرائيل في الوطن العربي قريبـــــــــــــــة .. معقول هاد الكلام ... ؟
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات