ما هي "الزراعات المائية"؟ وما أسباب انتشارها في إدلب؟

ما هي "الزراعات المائية"؟ وما أسباب انتشارها في إدلب؟

بعد أن ضاقت أرض الشمال السوري على ملايين المهجرين، ولم تعد الأرض الزراعية المتوفرة تكفي لسد احتياجاتهم ، ومع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحاصرهم، كان لا بدّ من البحث عن حلول بديلة وغير تقليدية ومنها الزراعات المائية (الهيدروبونيك) والتي تستعيض عن التربة بالماء.

ما هي الزراعة المائية؟

من المشاريع اللافتة في هذا المجال، كان مشروع طالب الماجستير في جامعة إدلب ماجد عطية، حيث أجرى الكثير من التجارب والأبحاث كما قال في مجال الزراعة المائية والجدوى الاقتصادية لها وحصل على نتائج جيدة، موضحاً ذلك بقوله: "في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في المحرر ونقص الأراضي الزراعية وانتشار الملوثات ناهيك عن تضاعف أعداد السكان بشكل كبير جداً، كان من الضروري اللجوء إلى طرق زراعية متطورة، وبعد عدد من التجارب البحثية التي قمت بها نفذت فكرة الزراعة المائية".

وأوضح العطية أن هذا النوع من الزراعة يعتمد على زراعة النباتات في محاليل مائية تحوي على المغذيات اللازمة لنمو النبات وإنتاجه ولهذه الزراعة الكثير من الفوائد والتطبيقات، حيث يمكن تنفيذها في المناطق غير الصالحة للزراعة وعلى أسطح المنازل وحتى في(البلكونات)، وتتميز بسرعة النمو وكثرة الإنتاج وتوفير 70% من المياه، كما إنها لا تحتاج إلى دورات زراعية، حيث يمكن الزراعة في مواسم متتالية والحصول على نفس النتائج.

وعدّد عطية أنواع مزروعاته بالقول: "قمت بزراعة عدة محاصيل خضرية منها البندورة والفليفلة والخيار، وبعض المحاصيل الورقية منها الخس وكانت النتائج جيدة، مع بعض الصعوبات مثل نقص المعدات اللازمة نظراً لقلة انتشار الزراعات المائية واستطعت التغلب عليها من خلال استخدام الوسائط البديلة".

ماجد يسعى الآن لتطوير هذا النوع من الزراعات من خلال التجارب وقيامه بتدريب من يريد أن يعمل في هذا المجال، مؤكداً أن المستقبل هو للزراعة المائية حسب ما يتوقعه ويؤكد ذلك الكثير من العلماء حسب رأيه.

الزراعة المائية هي من جملة المشاريع الصغيرة التي تدعمها بعض المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، والتي تُنفذ الآن في العديد من مناطق الشمال منها ثمانية مشاريع في منطقتي سرمدا والدانا ومشروعان في منطقة اعزاز وقريباً سينفذ مشروع في منطقة الباب.

أحمد السالم وبعد أن حصل على قرض المشروع وحضر دورة مكثفة أجرتها المنظمة المانحة، قام بتنفيذ المشروع بعد أن اشترى المعدات المطلوبة، يقول أحمد:

زرعت الخيار الآن وهو يحتاج لمدة ٤٥ يوماً للإنتاج وبعده سأزرع البندورة ومن ثم الفريز، وأستخدم الطاقة الشمسية في تشغيل المعدات المائية التي توفر الماء وتستهلك فقط ١٠% من كمية المياه.

ميزات وعيوب الزراعات المائية

أورينت التقت المهندس الزراعي سعد الدين محروق وسألته عن إمكانية انتشار الزراعات المائية في الشمال السوري فأجاب: "يمكن تنفيذ هذه الزراعة عندنا، بل مطلوب منا العمل على توسعتها لأسباب معروفة وإمكانية تنفيذها في الأماكن الضيقة والتي لا تصلح عادة للزراعة، كما يمكن استخدامها على شكل عمودي أو طابقي لتكثيف الإنتاج ولها الكثير من المميزات من الحفاظ على موارد المياه إلى الحد من التلوث وزيادة الأرباح لتعدد الدورات الزراعية وبالتالي توفير الغذاء لملايين المهجرين".

وبيّن المحروق أن هذه الزراعة تعتبر خطوة هامة في معالجة أزمة نقص المياه، وأنّ استزراع الكائنات المائية مثل الأسماك والنباتات المائية الطحلبية، يعدّ مصدرًا مستدامًا للبروتين والمنتجات الغذائية الأخرى، ومساعدا أيضًا في الحفاظ على موارد المياه، خاصة أن طرق الزراعة التقليدية القائمة على الأرض تهدر المياه بشكل كبير".

وأضاف المحروق: هذه الزراعة يمكن أن تتم داخل المدن وفي مستودعات الأبنية الطابقية، وتعتبر مساعدة للزراعات الحقلية خاصة بعد الزيادة في أعداد السكان ونقص المساحات الزراعية، كما إن هذه المزارع العمودية التي لا تستخدم التربة ولا المبيدات الحشرية تكون صحية وقريبة من المستهلك، ومثال على ذلك في اليابان تستخدم الشاحنات القديمة للزراعة العمودية والشاحنة الواحدة تعدل في إنتاجها دونمي أرض تعطي 30 كغ من الخضار أسبوعياً.

أما عيوب هذه الزراعة فهي قليلة حسب ما أوضحه لنا المحروق ومنها رأس المال المطلوب في بداية المشروع لتهيئة المكان وشراء المعدات والحاجة إلى توفر الكهرباء بشكل دائم، إضافة إلى الخوف من انتقال الأمراض عبر المياه وحرارة الجو المرتفعة التي قد تُتلف المزروعات.

يوجد أفكار زراعية جديدة أخرى ظهرت في مناطق الشمال السوري بعد انحسار الأراضي الزراعية، من هذه المشاريع الحدائق المنزلية التي تعتبر حلاً ناجعاً لوضع الشمال ولتأمين مستلزمات الأسرة من الخضار وبعض المحاصيل المتنوعة في ظروف الحر بحسب المختصين، كما يمكن تنفيذ هذه المساكب الصغيرة حول البيوت والمخيمات، وفي المساحات الفارغة، وتحتاج لكمية من الأسمدة العضوية وكمية من البذور وهي متوفرة، ونظراً للغلاء فإن الأسرة التي لديها حديقة مساحتها 100 متر يمكن أن توفر ما يعدل 60% من احتياجاتها من الخضار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات