ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي على جنين واجتماع طارئ للجامعة العربية (فيديو)

شن الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، هجوماً برياً وجوياً عنيفاً على مخيم جنين بالضفة الغربية، في عملية اعتُبرت الأضخم منذ هجوم السور الواقي عام 2002، حيث أوقع 10 قتلى مدنيين وعشرات المصابين وسط دمار كبير في المنطقة ونزوح آلاف السكان.

ونقلت وكالة (ا ف ب) عن وزارة الصحة الفلسطينية قولها، إن 3 من القتلى هم من القصر والباقي شباب في مقتبل العمر، في حين أصيب 100 آخرون بينهم 20 في حالة خطيرة، بينما نفّذ الطيران الإسرائيلي 15 غارة جوية واعتقل الجيش العشرات.

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الهجوم استخدم فيه الطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات، فيما أكد "كمال أبو الرب" نائب محافظ جنين أن نحو 3 آلاف شخص غادروا المخيم وسيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإيوائهم في المدارس والملاجئ في مدينة جنين.

من جهته، قال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني "محمود السعدي" إن الهجوم الإسرائيلي استهدف منازل المدنيين من الجو والبر والحرائق في كل مكان، ولا تزال الاشتباكات المسلحة جارية وسط انفجارات في المخيم، فيما ذكر أحد القاطنين أن الجرافات الإسرائيلية دخلت المنازل وقامت بتدميرها وبداخلها سكانها.

التطورات الأخيرة في المخيم الذي يضم نحو 18 ألف فلسطيني جاءت بعد مواجهات مع قوات الاحتلال وهجمات من قبل مستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم، فيما ادعى الجيش الإسرائيلي أن العملية هدفت إلى ضرب مركز قيادة "كتيبة جنين" التي شُكلت عام 2021 بهدف مقاومة الاحتلال.

إلى ذلك، اعترفت إسرائيل بأن جندياً أصيب بشظايا قنبلة يدوية خلال العملية وتم نقله إلى المستشفى، فيما أكدت كتائب القسام تحقيق إصابات مباشرة لدى قوات الاحتلال، لافتة إلى أن مقاتليها نفذوا ضربات نوعية في صفوف الجيش وآلياته.

تنديد وتحرك دولي

وفي الردود، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة"، إن ما تقوم به إسرائيل في جنين ومخيّمها جريمة حرب جديدة بحق شعب أعزل، في حين طالبت الخارجية الفلسطينية بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فوراً، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

من ناحيته، عبّر متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه بشأن العنف في جنين داعياً إلى احترام القانون الإنساني الدولي، فيما أدانت منظمة التعاون الإسلامي الجرائم التي اقترفتها إسرائيل في جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين والطواقم الطبية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد.

وبالمثل أدانت الأردن والإمارات وقطر ودول عربية التصعيد الإسرائيلي، داعية المجتمع الدولي للتحرك الفوري ومشددة على ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، في حين أعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء.