بعد إعلان قائدها العصيان.. فاغنر تحتل مدينة روسية وتزحف نحو موسكو وبوتين: خيانة داخلية

تواصل ميليشيا فاغنر التصعيد بعد عبورها الحدود من أوكرانيا إلى روسيا، وإعلانها السيطرة على مدينة روستوف جنوب البلاد، وكذلك التهديد بالتوجه إلى العاصمة موسكو بهدف إسقاط قادة وزارة الدفاع الروسية الذين كانوا على خلاف مع زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.

ويتهم بريغوجين وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان فاليري جيراسيموف، بعدم دعم فاغنر بالأسلحة في معاركها بأوكرانيا.

السيطرة على روستوف

وفي سلسلة تسجيلات صوتية نشرها على قناته في تلغرام، أعلن بريغوجين أن عناصر فاغنر عبروا الحدود من أوكرانيا ودخلوا مدينة روستوف الروسية.

ولاحقاً أكد أنه دخل المقر العام لقيادة القوات الروسية بالمنطقة الجنوبية في مدينة روستوف أون دون، والذي يعد مركز عمليات أساسياً لإدارة المعارك في أوكرانيا.

ونشر بريغوجين مقطع فيديو قال فيه إنه سيطر على مواقع عسكرية في مدينة روستوف من بينها المطار.

فيما نشرت مواقع روسية مقاطع فيديو تظهر انتشار عناصر ميليشيا فاغنر في أحياء المدينة.

التوجه نحو موسكو

وطالب زعيم الميليشيا بحضور كبار القادة العسكريين لمقابلته، مهدداً بالتوجه إلى موسكو في حال عدم حضورهم.

ووفق ما ذكرت وكالة "رويترز" يبدو أن بريغوجين أرسل قافلة مسلحة في هجوم بطول 1200 كيلومتر باتجاه موسكو اليوم في محاولة غير مرجحة للإطاحة بالقيادة العسكرية.

وقال مسؤولون محليون روس إن قافلة عسكرية كانت على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الجزء الجنوبي من روسيا الأوروبية، المتاخم لأوكرانيا مع موسكو.

ونقلت الوكالة بوقت لاحق عن مصدر أمني روسي قوله إن مقاتلي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في فورونيج جنوب موسكو .

وذكر بريغوجين أن قائد الأركان الروسي أعطى أوامره للطيران بقصف قوافلنا التي تسير وسط السيارات المدنية.

ولفت إلى أنه قواته أسقطت مروحية روسية أطلقت النار على مدنيين، فيما نشرت مواقع روسية مقطع فيديو يظهر حطام المروحية الروسية.

اتهامات لشويغو بقتل الأطفال

وكان زعيم ميليشيا فاغنر قد اتهم شويغو بقتل الأطفال عبر بإرسال جنود غير مدربين إلى أوكرانيا، متوعداً بالانتقام بعد قصف الجيش الروسي معسكرات التدريب الخلفية التابعة لفاغنر.

كما اتهم بريغوجين وزير الدفاع الروسي بأنه أمر بإخفاء 2000 جثة من مقاتلي فاغنر في مشرحة، متعهداً بـ"الذهاب للنهاية" للإطاحة بكبار الضباط في موسكو وبأن قواته ستدمّر أي شخص يقف في طريقها.

وفيما بدا أن الخلاف قد وصل إلى ذروته، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً قالت فيه إن اتهامات بريغوجين "غير صحيحة وتشكل استفزازاً إعلامياً".

وقال بريغوجين إن أفعاله لم تكن انقلاباً عسكرياً.. معتبراً أن منطق بوتين المعلن لغزو أوكرانيا يستند إلى أكاذيب اختلقها كبار ضباط الجيش.

واتهمت السلطات الروسية بريغوجين بالقيام بتمرد مسلح بعد أن زعم، دون تقديم أدلة، أن القيادة العسكرية قتلت عدداً كبيراً من مقاتليه في غارة جوية، وتعهدت بمعاقبتهم.

بوتين: خيانة داخلية

ونقلت وكالة تاس الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن جميع أجهزة الأمن الروسية الرئيسية ترفع تقارير إلى بوتين "على مدار الساعة" بشأن تنفيذ أوامره فيما يتعلق ببريغوجين.

وخرج بوتين في كملة متلفزة للتعليق على الأحداث الأخيرة في روسيا، وقال: "ما نواجهه اليوم هو خيانة داخلية"، مضيفاً: "كل من حمل السلاح في مواجهة الجيش خائن".

وتابع قائلاً: "أي اضطرابات داخلية تُشكل تهديداً قاتلاً للدولة وهي بمثابة صفعة للشعب الروسي"، مشيراً إلى أن "المصالح الشخصية أدت إلى خيانة البلد وسندافع عن بلدنا ومواطنينا".

واعترف بوتين أن الوضع في مدينة روستوف ما زال صعباً، لافتاً إللى أن القوات الروسية اتخذت إجراءات صارمة وقاصمة لإعادة الاستقرار في روستوف.

وذكر الرئيس الروسي أن الرد سيكون قاسياً على هذا التمرد المسلح الذي وصفه بـ"الطعنة في الظهر"، معرباً عن ثقته بأن روسيا ستتغلب على كل شيء وستصبح أقوى.