انهيار قياسي لليرة التركية رغم رفع نسبة الفائدة بشكل غير مسبوق

سجّلت الليرة التركية تراجعاً بنحو 4 بالمئة، وهوت لمستويات قياسية جديدة مقابل الدولار الأمريكي، فيما قرر البنك المركزي التركي للمرة الأولى منذ أكثر من عامين رفع نسبة الفائدة الرئيسي من 8.5% إلى 15%.

وانخفضت الليرة التركية التي تتعرض لضغوط قوية إثر إقبال على العملات الصعبة إلى 24.60 مقابل الدولار بحلول ظهر اليوم الخميس.

وكان التداول بالعملة التركية الأربعاء قرابة 23,6 ليرة للدولار الواحد، عشية القرار المرتقب للبنك المركزي.

وسبق أن تراجعت الليرة التركية في مطلع حزيران/يونيو بأكثر من 7% متدنية إلى مستويات قياسية جديدة في مقابل الدولار واليورو.

رفع نسبة الفائدة 650 نقطة أساس إلى 15%

جاء ذلك بالتزامن مع قرار البنك المركزي التركي رفع نسبة الفائدة الأساسي 650 نقطة أساس إلى 15 بالمئة اليوم الخميس في تراجع عن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الخاصة بخفض أسعار الفائدة.

وفي أول اجتماع له بعد تعيين حفيظة غاية أركان في منصب المحافظ، غير البنك المركزي مساره بعد أن انتهج لسنوات سياسة التيسير النقدي التي انخفض فيها معدل اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع واحد إلى 8.5 بالمئة من 19 بالمئة في عام 2021 رغم ارتفاع التضخم.

وأعلن أردوغان الأربعاء أن قناعته بشأن ضرورة خفض معدلات الفائدة "لا تزال على حالها"، لكنه ألمح إلى أنه أعطى موافقته على زيادة نسب الفائدة.

وكان أردوغان قد بعث منذ إعادة انتخابه مؤشرات إلى احتمال العودة لسياسات أقرب إلى النهج التقليدي، ولا سيما بتعيينه خبيراً اقتصادياً سابقاً في بنك ميريل لينش الأمريكي محمد شيمشك وزيراً للاقتصاد، والمسؤولة السابقة في وول ستريت حفيظة غاية إركان حاكمة للبنك المركزي.

ويشهد الاقتصاد التركي أزمة مستمرة وصلت ذروتها مع ارتفاع معدلات التضخم أكثر من 80 بالمئة العام الماضي، قبل أن يتراجع من ذروته إلى حدود الـ40 بالمئة، فيما يشكك خبراء الاقتصاد المستقلون في الأرقام الرسمية ويقدرون نسبة التضخم بأكثر من 100%.