قضى بحادث مأساوي مع أتراك.. سوري يطالب ببقايا جثة والده والسلطات تماطل (فيديو)

في حادثة مأساوية تنفطر لها القلوب، تطالب عائلة لاجئ سوري في مدينة مرسين التركية بالكشف عن مصيره بعد أن قضى في حريق أثناء عمله بأحد معامل المدينة، فيما لم تستطع عائلته بعد شهرين على وقوع الحادثة من الحصول على أي وثائق تثبت وفاته.

وفي لقاء مع راديو أورينت، قال الشاب السوري أمين، نجل المتوفى أيمن نحاس، إن والده قضى في حريق بمعمل للموبيليا في مدينة مرسين، وذلك في شهر نيسان الماضي، وقبل حلول عيد الفطر بيوم واحد.

وأضاف الشاب وهو بالكاد قادر على حبس دموعه وهو يروي تفاصيل الحادثة، أن حدّاداً كان يعمل في المعمل تسبب بشكل مباشر في  الحريق بسبب إهماله المتكرر للتحذيرات الموجهة له بخصوص الحفاظ على تدابير السلامة.

وقال الشاب إن والده الذي فقد في حادثة الحريق وكان يعمل مصمماً ورساماً في مجال الموبيليا، لم تعطهم الجهات المعنية في تركيا أي وثيقة تُثبت أن والدهم قد تُوفّي في الحريق، رغم ظهور نتائج تحليل الـDNA لـ3 أشخاص تُوفّوا بالحريق ذاته.

وأشارالشاب الذي فقد ولدته قبل 3 أشهر من الحريق، إلى أن هناك مماطلة في القضية من قبل السلطات التركية المسؤولة عن التحقيقات، معرباً عن حزن عائلته الشديد من عدم تمكنهم من الحصول على أي قطعة من جثة والدهم ليقوموا بدفنها.

وقال الشاب أمين: "هناك ألم بداخلنا، لم نستطع حتى الآن الحصول على أي جزء من الجثة.. نريد دفن ما تم العثور عليه منها حتى ترتاح ونرتاح نحن".

وانتقد الشاب طريقة تعامل السلطات مع الحادثة، حيث تم العثور على بقايا الجثة بعد نحو أسبوع من اندلاع الحريق الذي استمرت عمليات إطفائه مدة 3 أيام متتالية، إذ لم يتم إرسال سوى سيارتي إسعاف في حين أرسل في حادثة مماثلة وقعت سابقاً طائرة مروحية للمساهمة في عمليات الإطفاء.

وطالب الشاب بحق والده المُتوفّى، مشيراً إلى ضرورة اتباع تدابير السلامة وأخذ الاحتياطات للحفاظ على سلامة العمال وحماية حقوقهم.

وفي نهاية اللقاء وجّه أمين نداء مُفعَماً بالحب والحسرة معاً إلى الشباب، داعياً إياهم إلى الحفاظ على عائلاتهم والاهتمام بأهاليهم ومشاركتهم لحظاتهم السعيدة والحزينة على حد سواء، مؤكداً أن فقدان والدته تسبب له بفراغ في حياته، أما فقدان والده فقد سبب له الضياع على حد تعبيره.

ويواجه العمال السوريون في تركيا ظروف عمل شاقة يتعرضون خلالها لإصابات مختلفة، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، ويعمل معظمهم في الإنشاءات وورشات البناء ومختلف المصانع والمعامل، بالإضافة إلى الأعمال الزراعية.