بعد وصفهم بـ "الخونة" والحديث عن فضل ميليشيات أسد مع من لا يستحق، تسبب ذلك باندلاع اقتتال داخل أحد المراكز الامتحانية في حلب، حيث قام بعض أبناء المسؤولين والشبيحة، بالاعتداء على طلاب ينحدرون من مدن وبلدات ثارت على حكم أسد.
وفي حديثه لـ "أورينت نت" قال (محمود. ك) أحد طلاب الشهادة الثانوية، إنه بتاريخ الـ 18 من حزيران الجاري الذي صادف تقديم مادة الرياضيات، اندلع شجار كبير أمام ثانوية (عبد القادر علامو) في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، مشيراً إلى أن هذا الشجار تسبّب به عناصر الشرطة والميليشيات الذين يحرسون المركز.
وأضاف "محمود" أنه مع خروج الطلاب من الامتحان، بدأ عناصر الشرطة يتحدثون مع بعض (المدعومين)، وخلال النقاش وجّه عنصر الشرطة الحديث لأحد الطلاب، ليرد الطالب بالقول إن الأسئلة صعبة وإن الطلاب واجهوا مشقّة بالمادة، وخلال الحديث وبعد أن تبيّن أنه ينحدر من ريف حلب الغربي، بدأ الشرطي بوصف الطالب وأمثاله بـ (الخونة) وبأنهم لا يقدرون ما عملته الدولة لهم حسب زعمه.
شجار كبير
وخلال اتهامات الشرطي، انضم أحد الطلاب (المدعومين) إلى الحديث ووجه التهم اللا متناهية للطالب أيضاً، ليرد الأخير ويطلب إنهاء الحديث، فما كان من المدعوم إلا أن بدأ وبلغة تشبيحية بتوجيه الشتائم للطالب وغيره من أبناء المدن والبلدات التي ثارت على حكم أسد.
وتابع محمود أن الكثير من الطلاب انضموا للحديث الذي سرعان ما تطوّر من جدال إلى شجار بالأيدي والكتب والأقلام وكل ما طالته الأيدي، ليتدخل عناصر ميليشيات أسد لصالح المدعومين ويعتدون بالضرب المبرح على الطلاب الآخرين.
تهديد بالقتل والتصفية
من جهته أكد (ضياء. ج) الذي شهد الشجار أن الميليشيات هدّدت الطلاب بالتصفية والقتل، متوعدة إياهم بمصير مشابه لمصير أقاربهم "الإرهابيين" وفق وصفهم، فيما هدد أحد الطلاب ويدعى (بسّام وردياني) بفصلهم من الامتحان نهائياً وعدم السماح لهم بتقديم بقية المواد، وذلك عبر نفوذ والده الذي سيطلب ذلك من مدير المركز.
وطالت الشتائم وزير التربية في ميليشيا حكومة أسد "دارم الطباع" الذي اعتبروه عديم الفهم لسماحه بدخول بعض طلاب الشمال السوري إلى مناطق خاضعة لأسد وتقديم الامتحانات.
وحول مصير الطلاب، ذكر (ضياء) أنه لم يُحرّك ساكناً تجاههم وأنهم واصلوا تقديم الامتحانات بشكل طبيعي، إلا أن الأمر لا يخلو من استفزازات كلامية وشتائم عابرة لطلاب من بلدات ريف حلب الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للسكوت تجنباً لأي مشاكل من شأنها تدمير مستقبلهم.
وكان موقع أورينت كشف في تقرير سابق عن عمليات الغش التي تم اتباعها مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق أسد، حيث ذكر أن المراكز الامتحانية بمدينتي سلحب ومصياف في حماة سجّلت حالات غش جماعي وسط عجز مديرية التربية عن ضبطها خوفاً من عصابات الشبيحة التي تتولى إدارة عمليات الغش على مرأى الجميع، فضلاً عن تعاون المراقبين مع الطلاب وسماحهم بالغش في مدن أخرى كـ "السقيلبية".
التعليقات (20)