من قصص قارب الموت المؤلمة.. غرق عروسين من درعا كانتا في الطريق لإتمام الزواج بألمانيا

يوماً بعد يوم تتكشف قصص مأساوية جديدة عن ضحايا حادثة غرق القارب الذي كان يقل مئات اللاجئين بينهم سوريون قبالة سواحل اليونان، وذلك بعدما خاطروا بأنفسهم في سبيل الوصول إلى القارة الأوروبية عبر البحر المتوسط طمعاً بمستقبل أفضل.

ولعل أكثر تلك القصص إيلاماً هو فقدان فتاتين من مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، حيث كانتا تتجهزان لتُزفّا عروستين لزوجيهما المقيمين في ألمانيا، إلا أن الموت وقف حائلاً بينهم بعد أن غيبهما في مياه البحر.

فاجعة في درعا

وتدوال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الشابتين إسراء أحمد عون ومنال الحجي، اللتين خرجتا من مدينة جاسم إلى ليبيا، على أمل أن تصلا عروستين إلى إيطاليا وتلتقيا بزوجيهما في ألمانيا.

وقد انتظرت الفتاتان طويلاً كي تتمكنا من لقاء زوجيهما بطريقة قانونية، لكنهما لم تنجحا؛ إذ انتهت مغامرتهما بفقدانهما في القارب الذي غرق قبالة السواحل اليونانية يوم الأربعاء الماضي.

وكان القارب يقل على متنه نحو 150 شخصاً من أبناء درعا وذلك من أصل نحو 750 من طالبي اللجوء من جنسيات مختلفة غالبيتهم من السوريين، حيث تعرّض للغرق بعد أن كان قد غادر ميناء طبرق في ليبيا.

ونشرت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، قائمة بأسماء أكثر من 30 سورياً نجوا من غرق القارب، معظمهم من درعا.

اتهامات للحكومة اليونانية

واتهم عضو البرلمان الأوروبي اليوناني "كريتون أرسينيس" خفر السواحل اليوناني بالضلوع بالمأساة بعد زيارته لناجين من حادثة الغرق حيث أخبروه أن القارب انقلب أثناء قيام خفر السواحل اليوناني بجرّه، واصفاً ما حدث بأنه "جريمة واضحة".

وما تزال الحكومة اليونانية ترفض الاتهامات الموجهة ضدها، حيث أمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة أمام سواحل اليونان، التي تتهمها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية منذ سنوات بإبعاد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي.  

ولا يزال نحو 500 شخص في عداد المفقودين بعد غرق قارب لمهاجرين غير شرعيين قرابة السواحل اليونانية فجر الأربعاء الماضي، فيما قال جيريمي لورنس، المتحدث باسم المكتب الأممي، إن ضحايا تلك "المأساة المروّعة" وصلت إلى 79 قتيلاً، بينهم عدد من النساء والأطفال.